رؤية:
ماذا يعني تحريف مخطوطات العهد الجديد؟
للكثيرين فإن التحريف ما هو إلا وقوع الإختلاف ، بمعني أن إختلاف المخطوطات لهو في ذاته تحريف للكتاب المقدس، نظرياً قد يكون هذا الكلام مقبولاً للبعض إلا أن البعض الأخر لا يري في ذلك حلاً جذرياً للتحديات المقابلة لتعريف موحد للتحريف.
عملياً فإن رؤيتي للتحريف تتمثل في ضياع الأصل مع عدم قدرة النسخ المتناقلة عبر العصور عن سد الفراغ الزمني للوصول إلي ذلك الأصل المفقود.
لتوضيح ذلك المفهوم للتحريف علينا ان نعيد النظر في فكرة وطبيعة الإختلافات الواقعة بين المخطوطات.
فعلياً فعلي القارئ ان يعي جيداً ان الأغلبية العظمي من الإختلافات والمتعلقة بأخطاء النساخ الصريحة ليس مدار حديثنا وإنما إهتمامنا منصب رأساً نحو الإختلافات التي تتطلب حلولاً نقديه.
يتخيل البعض ان القراءات الموجودة بهوامش أشهر النسخ النقدية كنسخة UBS و NA هي كل الإختلافات الهامة. الواقع الدراسي ينفي ذلك تماماً فتلك النسخ لم تناقش كافة القراءات وإنما ناقشت فقط أهم القراءات ولدي من الأسباب الخاصة والدراسات ما يدعوني للجزم بأن معظمها هي الإختلافات بين أهم المخطوطات كالفاتيكانية والسينائية وبين النص المستلم.
تقع إختلافات مخطوطات العهد الجديد ما بين أربعة أنواع الا وهي:
1- إختلافات نابعة من تغيير كلمات بكلمات أخري
2- إختلافات نابعة من حذف كلمة أو أكثر
3- إختلافات نابعة من إضافة كلمة أو أكثر
4- إختلافات نابعة من تغيير الترتيب لبعض الكلمات
تلك الإختلافات الأربعة لا يخلو منها أي مخطوط ، الأمر الذي يعني اننا بحاجة إلي أصل ثابت لقياس عليه تلك الأنواع من الإختلافات
من هنا يبدأ مفهوم التحريف ومشاكلة ، فواقعياً ليس هناك أصل ثابت في العهد الجديد ، ما بين أيدينا الأن من نسخ مطبوعة ما هو إلا قياس نظري علي أصل مفقود.
هذا الأمر يمكننا التقين منه بدءاً من نشأة نواه النص المُستلم علي يد إيرازموس حيث إعتمد إيرازموس علي مخطوط يوناني واحد فقط في أصله الإنجيلي عارضاً إياه علي الفولجاتا ، مروراً بأهم النسخ النقدية الحالية والتي لا تزال تبحر جميعاً في فلك دراسات وقرارات العالمين ويستكوت وهورت النقدية والمبنية في جلها الأكبر علي القياسية المميزة للمخطوط الفاتيكاني ومن بعده المخطوط السينائي.
بشكل أبسط فإن أول مشكلة واجهة علماء المسيحية في سعيهم للوصول نحو النص الأصلي كانت هي: النصية المعيارية لقياس الإختلافات
حلول العلماء الموجهة نحو تلك المشكلة من نوعية: الأقدمية والثبوتية النسخية والإنتشارية الجغرافية ، لم يعد يراها العلماء اليوم مجدية في ضوء الإكتشافات المتتالية للبرديات وفي ضوء الدراسات الحديثة لمخطوطات ناقضت رؤيتهم لها قديماً.
نحتاج هنا إلي مثال بسيط لتوضيح تلك الفكرة.
لدينا 5 مخطوطات هي x1 - x2 - x3 - x4 - x5
تقرأ 1 و 2 منها النص: بدء إنجيل يسوع المسيح ابن الله
تقرأ 3 و 4 منها النص: بدء أعمال يسوع ابن الله
تقرأ 5 منا النص: بدء أعمال المسيح ابن الرب
إحصائياً فإنه لدينا هنا أربع إختلافات نصية:
1- إنجيل - أعمال (1 و 2 ضد 3 و 4 و5 )
2- يسوع - حذف ( 5 ضد 1 و 2 و 3 و 4 )
3- المسيح - حذف ( 3 و 4 ضد 1 و 2 و 5 )
4- ابن الله - ابن الرب ( 5 ضد 1 و 2 و 3 و 4 )
من الوهلة الأولي فإنه بإمكاننا ان نري ان المخطوط 5 يختلف مرتين منفرداً عن باقي المخطوطات بينما باقي المخطوطات تختلف بشكل متساوي فيما بينها
الأطروحات المقترحة هنا لحل تلك المشاكل النقدية تتمثل أولاً في البحث عن معارية نصية موحدة أولاً
هل هو نص المخطوطات 1 و 2
ام هو نص المخطوطات 3 و 4
ام هو نص المخطوط 5
بعض القراء قليلي المعرفة بالمخطوطات والدراسات النقدية سيسارعون فوراً بالقول ولماذا نبحث عن معيارية نصية لنأخذ كل إختلاف ونناقش صحته من عدمه ؟!
الإجابة علي تلك الرؤية المحدودة ترتكز علي نقطتين رئيسيتين ألا وهما:
1- ان مناقشة صحة اي قراءة تتطلب معيارية نصية في ذاتها ما بين صحة القراءة من عدمة
2- ان الإختلافات متي إتسعت رقعتها فإنه من المستحيل معها حصر او مناقشة تلك الإختلافات
لتوضيح تلك النقاط نعود لمثالنا السابق، فعند مناقشة الإختلاف الأول فإن ذلك تطلب منا وضع معياراً نصياً إفتراضياً مفادة إما أنها قراءة (إنجيل) أو أنها قراءة (أعمال) هي القراءة الصحيحة.
ذلك الإفتراض النظري قائماً في حقيقته علي وجود إختلاف بين المخطوطات المدروسة ، لكن ماذا لو انه لدينا 5000 مخطوطاً فهل ندرس كافة الإختلافات بين تلك الإختلافات .. الإجابة بالطبع هذا خيال فلا أحد يملك الوقت لفعل هذا ولا يوجد احد فعل ذلك أصلاً او ينوي فعل ذلك مستقبلياً.
بشكل أكثر تركيزاً فإننا ناقشنا فقط إختلافاً نصياً في مثالنا لأن المخطوطات الخمس التي فحصناها تختلف في ذلك الموضع لكن لو إتفقت تلك المخطوطات في القراءة فليست هناك اي مناقشة نقدية لأننا هنا لا نعرف أصلا إذا ما كانت هناك مخطوطات أخري قد إختلفت في هذا الموضع أم لا.
إذاً فإن أول نقطة لفهم المعني الصحيح للتحريف من وجهة نظر الكاتب هي في إثبات إختلافات المخطوطات وصعوبة حصر وتقييم ومناقشة تلك الإختلافات ، الأمر الذي يعني بالتبعية ان المعيارية النصية القياسية لمناقشة الإختلافات النصية بين المخطوطات هي معيارية ساقطة ولا تصح لأنها لا تناقش القراءات إلا في ضوء عدد معين من المخطوطات. ( يلاحظ هنا إقرار علماء النقد أنفسهم بأن النسخ النقدية الحديثة قامت علي أقل عدد من المخطوطات قد يصل إلي مخطوط واحد او مخطوطتين في مواضع !)
اليوم لدينا ما يقرب من 27000 مخطوط للعهد الجديد بكافة لغاته القديمة والحديثة ، فهل لدي القارئ شك في أن علماء المسيحية في محاولتهم للوصول إلي النص الأصلي الضائع حللوا ودرسوا إختلافات كل تلك المخطوطات؟ ... لا أعتقد ان الإجابة بتلك الصعوبة فليست هناك سوي إجابة (لا)
النقطة الأخري في سبيل مفهومنا للتحريف هي مرحلة ما بعد دراسة الإختلافات، تلك المرحلة والتي وضع لها العلماء ما يُعرف حالياً بإسم قواعد النقد النصي الداخلية والخارجية.
مشكلة تلك المرحلة هي في مطاطية تلك القواعد وعدم إمكانية الجزم بصحتها في ضوء إفتقادنا التام لتاريخية النص خلال فترة نسخ تلك المخطوطات.
ففي مثالنا السابق نجد ان المخطوطات 3 و4 تحذف كلمة المسيح من النص ، والسؤال هنا لماذا علينا ان نرفض تلك القراءة بالحذف مع تفضيل قراءة الإضافة.
هل هناك قيمة ذاتية للمخطوطات 1 و 2 و 5 ؟ ، إذا فلماذا رفضنا قراءة المخطوط 5 في قراءتين (قراءة 2 وقراءة 4) ؟ وإذا قبلنا شهادتها في قراءة 2 مثلاً فلماذا رفضنا شهادتها في قراءة 5 ؟ وعلي النقيض وبشكل موازي لماذا نرفض شهادة المخطوطات 1 و 2 في ذلك الموضع ونقر بشهادتهم في مواضع اخري.
بمعني أوضح كيف نبحث عن الإستقرارية النصية في مخطوطات نقر بصحة شهادتهم في مواضع ونقر كذلك بعدم صحتها في مواضع اخري ، مع الأخذ في الإعتبار ان كافة المخطوطات متساوية في ذلك الإتهام.
ففي مثالنا قد يقول أحدهم لا يهم وجود كلمة يسوع او كلمة المسيح او حتي كون النص يقرأ الرب بدلاً من الله بالنص فكل هذا لا يؤثر علي الإيمان المسيحي.
للإجابة علي ذلك يجب ان نشير إلي اننا إستقينا الإستقرارية النصية المزعومة من تلك المخطوطات والتي في ذلك المثال يظهر مدي الفساد اللاحق بها ، فكيف نثق فيها عند عدم الإختلاف في مواضع أخري ، مع التنبية إلي اننا لا نملك كافة المخطوطات المنتجة ولنقل فقط في اول اربعة قرون من التاريخ المسيحي ، ما يعني ان الإختلاف هو الباب لإثبات فساد النص وعدم إستقراره بالمخطوطات ولا علاقة مباشرة بالإختلافات بين المخطوطات بالإيمان المسيحي ، فالنقد النصي ليس من تعريفات جملة إثبات صحة الإيمان المسيحي أصلاً !!!
لا يخفي علي دارسي النقد النصي حل العلماء لتلك المعضلة من خلال رفع القيمة التمييزية لبعض المخطوطات تحديداً (مخطوطات النص السكندري) فوق باقي المخطوطات وذلك للرجوع إلي ذلك التمييز كحل اخير عند إستصعاب تقديم حل منطقي للإختلاف ، مع التنبية إلي انهم يكيفون باقي الحلول المنطقية علي ذلك التمييز أصلاً.
خلاصة ذلك وبإختصار هي ان مفهوم التحريف معناه وببساطة ضياع الأصول وإختلاف الفروع بشكل يصعب معه الوصول إلي الأصل ووضع معياريه نصية واضحة
وتتسع المعضلة أكثر مع ضياع النسخ عن تلك الأصول وضياع النسخ حتي عن تلك النسخ.ومع إختلافات النسخ الباقية فيما بينها وصعوبة تحديد نص محدد نقيم فيه تلك الإختلافات فإن ذلك معناه ان النقد النصي لا يستطيع تقديم حلول جذرية لتلك الإختلافات ويبقي الأمر في دائرة مغلقة محدودة الأطراف.
من تلك الرؤية المختلفة كان لزاماً ان تتجه الدراسة حول تأصيل ذلك المفهوم من خلال معاينة حقيقية لنص المخطوطات ومراجعتها علي معيارية نصية نظرية ، في السلسلة إعتمدت علي نص الفاندايك ليس لأنه أفضل نص بل لأنه الأسوء ولأنه الأكثر إنتشاراً بين عوام المسيحية !
فكان التخطيط لتقديم دراسة كاملة عن رسم طبيعة وحجم الإختلافات بين مخطوطات العهد الجديد ضمن سلسلة تبدأ بالأناجيل وتنتهي بالرؤيا.
يكون فيها الهدف من الكتاب محل الدراسة تقديم صورة للقارئ حول إختلافات أقدم وأشهر وأهم المخطوطات اليونانية مع نص الفاندايك ، ثم تقديم إحصائيات توضح تلك الإختلافات بأنواعها الأربعة وعلاقات المخطوطات ببعضها البعض.
تلك الإختلافات ليست بالضرورة لها تأثير عقيدي خطير كما قد يتخيل البعض بل ان الغاية كما سبق وأن أشرنا من سرد الإختلافات مفادة ان النص المقدس ليس مستقراً فليست كل الإختلافات نوقشت وليست كل الإختلافات سردت أصلاً في النسخ النقدية وليست كل الإختلافات لها حلول نقدية منطقية ، كل ذلك فضلاً عن اننا لا نملك كافة المخطوطات المنتجة ما يعني انه حتي لو ناقشنا كافة الإختلافات سيظل الشك موجوداً في ضوء إكتشافات مخطوطات جديدة لها قراءات مختلفة ( لعل أشهر الأمثلة علي ذلك مثال خاتمة إنجيل مرقس بالمخطوط واشنطن حتي يعد هو المخطوط الوحيد الباقي في العالم كله الذي يشهد لإقرار القديس جيروم بالحالة النصية بخاتمة مرقس ).
بدء العمل بالعدد الأول -والخاص بإنجيل مرقس- بتلك السلسلة بنهاية العام الماضي 2010 وتأخر ظهوره مع بداية هذا العام لظهور الثورة ، وإنتهي بعون الله وفضله في أغسطس 2011 ، محصياً ما يقرب من 3000 إختلاف نصي بين 28 مخطوطاً يونانياً تعد الأقدم والأشهر (مثل المخطوط السينائي والفاتيكاني والبردية 45 والسكندري وبيزا وواشنطن والإفرامي و33 ودلتا وزيتا وغيرهم)
عملية سرد الإختلافات تمت عبر واضع نص الفاندايك كنص معياري رأس كل عدد ومن ثم سرد كافة الإختلافات بين نص المخطوطات الـ28 ونص الفاندايك
علي انه بنهاية الكتاب وفي فصل الإحصائيات تم سرد إحصائيات كاملة عن الإختلافات الـ3000 وعلاقات المخطوطات فيما بينها في ضوء تلك الإختلافات
مع وجود فصلين ببداية الكتاب توضحان بشكل تام كيفية قراءة الإختلافات بين المخطوطات ورموز المخطوطات المستخدمة في البحث.
تحديات:
لم يكن الإختيار سهلاً كما قد يتخيل القارئ فالمخطوطات كثيرة ومتشعبة ، بل كانت الفكرة في ذاتها معقدة تماماً مع بدء الإصحاح الأول.
فمثلاً هل كان الإكتفاء ببعض المخطوطات الهامة كالسينائية والفاتيكانية وواشنطن وبيزا فقط بإعتبارهم الأشهر للعامة ام يضاف إليهم مخطوطات أخري توضح الهدف من البحث بشكل تام؟
هل يكتفي فقط بالمخطوطات اليونانية ام يضاف إليها مخطوطات الترجمات القديمة كاللاتينية والسريانية والقبطية؟
ما هي المراجع التي سوف تستخدم وما مدي مطابقتها مع هدف البحث من سرد الإختلافات بدون تمييز؟
وما مدي توافر تلك المراجع علي النت من ناحية المجانية او من الناحية الشرائية وما يستتبع ذلك من تكاليف ومجهود؟
كل تلك الأسئلة وغيرها كانت معضلة محبطة في بداية المشروع ، لكن شاء الله ان يتم حل الواحد منها تلو الأخر ، فكان الشكل النهائي علي مراجعة 28 مخطوطاً تغطي كافة الأشكال النصية المعروفة (السكندري والغربي والبيزنطي والقيصري) ، مع إهمال الترجمات القديمة بسبب ضعف اللغة وعدم توافر مراجع نقدية واضحة لتلك اللغات.
وأما المراجع فما كان متاحاً منها علي الإنترنت مجاناً لم يكن يغطي شيئاً فتشندروف لم يسرد كافة القراءات بين المخطوطات وفون سودون يعج بالمعوقات والمعضلات فضلاً عن الأخطاء الإستدلالية به ، فتوكلت علي الله ووفرت من راتبي جزءاً وأستلفت جزءاً أخر (بارك الله في الأخ خطاب) لشراء المراجع الأخري مثل سوانسون وليج وجريفين (بارك الله في الأخ ماهر)
لكن بقيت المشكلة الأخيرة والأكثر صعوبة ألا وهي شكل الإختلافات ، هل أغطي الإختلافات اليونانية ام أغطي الإختلافات التي يمكن تعريبها فقط؟
مشكلة اختيار الإختلافات التي يمكن تعريبها يمكن في ان الناتج يعني بالضرورة ان الإحصائيات لن تعطي شكلاً حاسماً وإنما هي صورة تقريبية فقط لواقع الإختلافات.
في حين فإن مشكلة الإختلافات اليونانية ان هذا معناه تضخم حجم الكتاب علي الأقل لألف صفحة بدون مبالغة فضلاً عن عدم مقدرة القارئ العادي علي فهمه.
بالنسبة لي فإن الإختيار الأول كان الأقل ضرراً وبالتالي كنت أكثر ميلاً إن لم أكن مرغماً علي إتباعه ، لتييسر الكتاب علي القارئ العادي ولأن الهدف لم يكن أصلا حصر الإختلافات بقدر ما هو تبيان لحقيقة ان الإختلافات أكثر مما نتصور.
مستقبل:
بالتأكيد فإني ارجوا من الله عزوجل ان يكون هذا البحث خالصاً لوجه الكريم وان تكون السلسلة هي بداية توجه أكاديمي نحو مشاركة فعاله من الجانب العربي لمشاريع النقد النصي العالمية، فاللأسف وعلي الرغم من ان معظم المخطوطات القديمة أكتشفت بمصر إلا ان المشاركة العربية في تحليلها ودراستها للاسف صفر. فضلاً عن أنه حتي تلك اللحظة فإن النسخة النقدية للمخطوطات العربية لم تظهر للوجود بعد.
نقطة أخري هامة ألا وهي ان هذا العمل لن يستمر بمفهوم الرجل الواحد، فليس هناك من مشروع ناجح عاش في ظل الإعتماد الفردي.
فعلي سبيل المثال بداية المشروع العالمي للعهد الجديد اليوناني كانت من العالم ليج حيث أصدر بمفرده مرقس ومتي ولوقا ومع ضعف نظره بسبب كثرة المراجع والمخطوطات وفي ظل النقد الموجه لنسختي مرقس ومتي فلم يلقي إصدار لوقا النور وظل حبيس الأدراج فاسحاً المجال لمن يكمل المجال بعده واضعاً اللبنة الأولي في مشروع يعد الأن عالمياً.
بكل تأكيد فإن التطلع نحو المزيد من التطور والتغيير بالإصدار القادم والخاص بإنجيل لوقا يعني زيادة الوقت والضغط والمراجع وهو ما لا يمكن للكاتب القيام به منفرداً خصوصاً في ضوء الإتجاه نحو اضافة قراءة الترجمات القديمة وزيادة عدد المخطوطات اليونانية لأكثر من 30 مخطوطاً.
للكثيرين فإن التحريف ما هو إلا وقوع الإختلاف ، بمعني أن إختلاف المخطوطات لهو في ذاته تحريف للكتاب المقدس، نظرياً قد يكون هذا الكلام مقبولاً للبعض إلا أن البعض الأخر لا يري في ذلك حلاً جذرياً للتحديات المقابلة لتعريف موحد للتحريف.
عملياً فإن رؤيتي للتحريف تتمثل في ضياع الأصل مع عدم قدرة النسخ المتناقلة عبر العصور عن سد الفراغ الزمني للوصول إلي ذلك الأصل المفقود.
لتوضيح ذلك المفهوم للتحريف علينا ان نعيد النظر في فكرة وطبيعة الإختلافات الواقعة بين المخطوطات.
فعلياً فعلي القارئ ان يعي جيداً ان الأغلبية العظمي من الإختلافات والمتعلقة بأخطاء النساخ الصريحة ليس مدار حديثنا وإنما إهتمامنا منصب رأساً نحو الإختلافات التي تتطلب حلولاً نقديه.
يتخيل البعض ان القراءات الموجودة بهوامش أشهر النسخ النقدية كنسخة UBS و NA هي كل الإختلافات الهامة. الواقع الدراسي ينفي ذلك تماماً فتلك النسخ لم تناقش كافة القراءات وإنما ناقشت فقط أهم القراءات ولدي من الأسباب الخاصة والدراسات ما يدعوني للجزم بأن معظمها هي الإختلافات بين أهم المخطوطات كالفاتيكانية والسينائية وبين النص المستلم.
تقع إختلافات مخطوطات العهد الجديد ما بين أربعة أنواع الا وهي:
1- إختلافات نابعة من تغيير كلمات بكلمات أخري
2- إختلافات نابعة من حذف كلمة أو أكثر
3- إختلافات نابعة من إضافة كلمة أو أكثر
4- إختلافات نابعة من تغيير الترتيب لبعض الكلمات
تلك الإختلافات الأربعة لا يخلو منها أي مخطوط ، الأمر الذي يعني اننا بحاجة إلي أصل ثابت لقياس عليه تلك الأنواع من الإختلافات
من هنا يبدأ مفهوم التحريف ومشاكلة ، فواقعياً ليس هناك أصل ثابت في العهد الجديد ، ما بين أيدينا الأن من نسخ مطبوعة ما هو إلا قياس نظري علي أصل مفقود.
هذا الأمر يمكننا التقين منه بدءاً من نشأة نواه النص المُستلم علي يد إيرازموس حيث إعتمد إيرازموس علي مخطوط يوناني واحد فقط في أصله الإنجيلي عارضاً إياه علي الفولجاتا ، مروراً بأهم النسخ النقدية الحالية والتي لا تزال تبحر جميعاً في فلك دراسات وقرارات العالمين ويستكوت وهورت النقدية والمبنية في جلها الأكبر علي القياسية المميزة للمخطوط الفاتيكاني ومن بعده المخطوط السينائي.
بشكل أبسط فإن أول مشكلة واجهة علماء المسيحية في سعيهم للوصول نحو النص الأصلي كانت هي: النصية المعيارية لقياس الإختلافات
حلول العلماء الموجهة نحو تلك المشكلة من نوعية: الأقدمية والثبوتية النسخية والإنتشارية الجغرافية ، لم يعد يراها العلماء اليوم مجدية في ضوء الإكتشافات المتتالية للبرديات وفي ضوء الدراسات الحديثة لمخطوطات ناقضت رؤيتهم لها قديماً.
نحتاج هنا إلي مثال بسيط لتوضيح تلك الفكرة.
لدينا 5 مخطوطات هي x1 - x2 - x3 - x4 - x5
تقرأ 1 و 2 منها النص: بدء إنجيل يسوع المسيح ابن الله
تقرأ 3 و 4 منها النص: بدء أعمال يسوع ابن الله
تقرأ 5 منا النص: بدء أعمال المسيح ابن الرب
إحصائياً فإنه لدينا هنا أربع إختلافات نصية:
1- إنجيل - أعمال (1 و 2 ضد 3 و 4 و5 )
2- يسوع - حذف ( 5 ضد 1 و 2 و 3 و 4 )
3- المسيح - حذف ( 3 و 4 ضد 1 و 2 و 5 )
4- ابن الله - ابن الرب ( 5 ضد 1 و 2 و 3 و 4 )
من الوهلة الأولي فإنه بإمكاننا ان نري ان المخطوط 5 يختلف مرتين منفرداً عن باقي المخطوطات بينما باقي المخطوطات تختلف بشكل متساوي فيما بينها
الأطروحات المقترحة هنا لحل تلك المشاكل النقدية تتمثل أولاً في البحث عن معارية نصية موحدة أولاً
هل هو نص المخطوطات 1 و 2
ام هو نص المخطوطات 3 و 4
ام هو نص المخطوط 5
بعض القراء قليلي المعرفة بالمخطوطات والدراسات النقدية سيسارعون فوراً بالقول ولماذا نبحث عن معيارية نصية لنأخذ كل إختلاف ونناقش صحته من عدمه ؟!
الإجابة علي تلك الرؤية المحدودة ترتكز علي نقطتين رئيسيتين ألا وهما:
1- ان مناقشة صحة اي قراءة تتطلب معيارية نصية في ذاتها ما بين صحة القراءة من عدمة
2- ان الإختلافات متي إتسعت رقعتها فإنه من المستحيل معها حصر او مناقشة تلك الإختلافات
لتوضيح تلك النقاط نعود لمثالنا السابق، فعند مناقشة الإختلاف الأول فإن ذلك تطلب منا وضع معياراً نصياً إفتراضياً مفادة إما أنها قراءة (إنجيل) أو أنها قراءة (أعمال) هي القراءة الصحيحة.
ذلك الإفتراض النظري قائماً في حقيقته علي وجود إختلاف بين المخطوطات المدروسة ، لكن ماذا لو انه لدينا 5000 مخطوطاً فهل ندرس كافة الإختلافات بين تلك الإختلافات .. الإجابة بالطبع هذا خيال فلا أحد يملك الوقت لفعل هذا ولا يوجد احد فعل ذلك أصلاً او ينوي فعل ذلك مستقبلياً.
بشكل أكثر تركيزاً فإننا ناقشنا فقط إختلافاً نصياً في مثالنا لأن المخطوطات الخمس التي فحصناها تختلف في ذلك الموضع لكن لو إتفقت تلك المخطوطات في القراءة فليست هناك اي مناقشة نقدية لأننا هنا لا نعرف أصلا إذا ما كانت هناك مخطوطات أخري قد إختلفت في هذا الموضع أم لا.
إذاً فإن أول نقطة لفهم المعني الصحيح للتحريف من وجهة نظر الكاتب هي في إثبات إختلافات المخطوطات وصعوبة حصر وتقييم ومناقشة تلك الإختلافات ، الأمر الذي يعني بالتبعية ان المعيارية النصية القياسية لمناقشة الإختلافات النصية بين المخطوطات هي معيارية ساقطة ولا تصح لأنها لا تناقش القراءات إلا في ضوء عدد معين من المخطوطات. ( يلاحظ هنا إقرار علماء النقد أنفسهم بأن النسخ النقدية الحديثة قامت علي أقل عدد من المخطوطات قد يصل إلي مخطوط واحد او مخطوطتين في مواضع !)
اليوم لدينا ما يقرب من 27000 مخطوط للعهد الجديد بكافة لغاته القديمة والحديثة ، فهل لدي القارئ شك في أن علماء المسيحية في محاولتهم للوصول إلي النص الأصلي الضائع حللوا ودرسوا إختلافات كل تلك المخطوطات؟ ... لا أعتقد ان الإجابة بتلك الصعوبة فليست هناك سوي إجابة (لا)
النقطة الأخري في سبيل مفهومنا للتحريف هي مرحلة ما بعد دراسة الإختلافات، تلك المرحلة والتي وضع لها العلماء ما يُعرف حالياً بإسم قواعد النقد النصي الداخلية والخارجية.
مشكلة تلك المرحلة هي في مطاطية تلك القواعد وعدم إمكانية الجزم بصحتها في ضوء إفتقادنا التام لتاريخية النص خلال فترة نسخ تلك المخطوطات.
ففي مثالنا السابق نجد ان المخطوطات 3 و4 تحذف كلمة المسيح من النص ، والسؤال هنا لماذا علينا ان نرفض تلك القراءة بالحذف مع تفضيل قراءة الإضافة.
هل هناك قيمة ذاتية للمخطوطات 1 و 2 و 5 ؟ ، إذا فلماذا رفضنا قراءة المخطوط 5 في قراءتين (قراءة 2 وقراءة 4) ؟ وإذا قبلنا شهادتها في قراءة 2 مثلاً فلماذا رفضنا شهادتها في قراءة 5 ؟ وعلي النقيض وبشكل موازي لماذا نرفض شهادة المخطوطات 1 و 2 في ذلك الموضع ونقر بشهادتهم في مواضع اخري.
بمعني أوضح كيف نبحث عن الإستقرارية النصية في مخطوطات نقر بصحة شهادتهم في مواضع ونقر كذلك بعدم صحتها في مواضع اخري ، مع الأخذ في الإعتبار ان كافة المخطوطات متساوية في ذلك الإتهام.
ففي مثالنا قد يقول أحدهم لا يهم وجود كلمة يسوع او كلمة المسيح او حتي كون النص يقرأ الرب بدلاً من الله بالنص فكل هذا لا يؤثر علي الإيمان المسيحي.
للإجابة علي ذلك يجب ان نشير إلي اننا إستقينا الإستقرارية النصية المزعومة من تلك المخطوطات والتي في ذلك المثال يظهر مدي الفساد اللاحق بها ، فكيف نثق فيها عند عدم الإختلاف في مواضع أخري ، مع التنبية إلي اننا لا نملك كافة المخطوطات المنتجة ولنقل فقط في اول اربعة قرون من التاريخ المسيحي ، ما يعني ان الإختلاف هو الباب لإثبات فساد النص وعدم إستقراره بالمخطوطات ولا علاقة مباشرة بالإختلافات بين المخطوطات بالإيمان المسيحي ، فالنقد النصي ليس من تعريفات جملة إثبات صحة الإيمان المسيحي أصلاً !!!
لا يخفي علي دارسي النقد النصي حل العلماء لتلك المعضلة من خلال رفع القيمة التمييزية لبعض المخطوطات تحديداً (مخطوطات النص السكندري) فوق باقي المخطوطات وذلك للرجوع إلي ذلك التمييز كحل اخير عند إستصعاب تقديم حل منطقي للإختلاف ، مع التنبية إلي انهم يكيفون باقي الحلول المنطقية علي ذلك التمييز أصلاً.
خلاصة ذلك وبإختصار هي ان مفهوم التحريف معناه وببساطة ضياع الأصول وإختلاف الفروع بشكل يصعب معه الوصول إلي الأصل ووضع معياريه نصية واضحة
وتتسع المعضلة أكثر مع ضياع النسخ عن تلك الأصول وضياع النسخ حتي عن تلك النسخ.ومع إختلافات النسخ الباقية فيما بينها وصعوبة تحديد نص محدد نقيم فيه تلك الإختلافات فإن ذلك معناه ان النقد النصي لا يستطيع تقديم حلول جذرية لتلك الإختلافات ويبقي الأمر في دائرة مغلقة محدودة الأطراف.
من تلك الرؤية المختلفة كان لزاماً ان تتجه الدراسة حول تأصيل ذلك المفهوم من خلال معاينة حقيقية لنص المخطوطات ومراجعتها علي معيارية نصية نظرية ، في السلسلة إعتمدت علي نص الفاندايك ليس لأنه أفضل نص بل لأنه الأسوء ولأنه الأكثر إنتشاراً بين عوام المسيحية !
فكان التخطيط لتقديم دراسة كاملة عن رسم طبيعة وحجم الإختلافات بين مخطوطات العهد الجديد ضمن سلسلة تبدأ بالأناجيل وتنتهي بالرؤيا.
يكون فيها الهدف من الكتاب محل الدراسة تقديم صورة للقارئ حول إختلافات أقدم وأشهر وأهم المخطوطات اليونانية مع نص الفاندايك ، ثم تقديم إحصائيات توضح تلك الإختلافات بأنواعها الأربعة وعلاقات المخطوطات ببعضها البعض.
تلك الإختلافات ليست بالضرورة لها تأثير عقيدي خطير كما قد يتخيل البعض بل ان الغاية كما سبق وأن أشرنا من سرد الإختلافات مفادة ان النص المقدس ليس مستقراً فليست كل الإختلافات نوقشت وليست كل الإختلافات سردت أصلاً في النسخ النقدية وليست كل الإختلافات لها حلول نقدية منطقية ، كل ذلك فضلاً عن اننا لا نملك كافة المخطوطات المنتجة ما يعني انه حتي لو ناقشنا كافة الإختلافات سيظل الشك موجوداً في ضوء إكتشافات مخطوطات جديدة لها قراءات مختلفة ( لعل أشهر الأمثلة علي ذلك مثال خاتمة إنجيل مرقس بالمخطوط واشنطن حتي يعد هو المخطوط الوحيد الباقي في العالم كله الذي يشهد لإقرار القديس جيروم بالحالة النصية بخاتمة مرقس ).
بدء العمل بالعدد الأول -والخاص بإنجيل مرقس- بتلك السلسلة بنهاية العام الماضي 2010 وتأخر ظهوره مع بداية هذا العام لظهور الثورة ، وإنتهي بعون الله وفضله في أغسطس 2011 ، محصياً ما يقرب من 3000 إختلاف نصي بين 28 مخطوطاً يونانياً تعد الأقدم والأشهر (مثل المخطوط السينائي والفاتيكاني والبردية 45 والسكندري وبيزا وواشنطن والإفرامي و33 ودلتا وزيتا وغيرهم)
عملية سرد الإختلافات تمت عبر واضع نص الفاندايك كنص معياري رأس كل عدد ومن ثم سرد كافة الإختلافات بين نص المخطوطات الـ28 ونص الفاندايك
علي انه بنهاية الكتاب وفي فصل الإحصائيات تم سرد إحصائيات كاملة عن الإختلافات الـ3000 وعلاقات المخطوطات فيما بينها في ضوء تلك الإختلافات
مع وجود فصلين ببداية الكتاب توضحان بشكل تام كيفية قراءة الإختلافات بين المخطوطات ورموز المخطوطات المستخدمة في البحث.
تحديات:
لم يكن الإختيار سهلاً كما قد يتخيل القارئ فالمخطوطات كثيرة ومتشعبة ، بل كانت الفكرة في ذاتها معقدة تماماً مع بدء الإصحاح الأول.
فمثلاً هل كان الإكتفاء ببعض المخطوطات الهامة كالسينائية والفاتيكانية وواشنطن وبيزا فقط بإعتبارهم الأشهر للعامة ام يضاف إليهم مخطوطات أخري توضح الهدف من البحث بشكل تام؟
هل يكتفي فقط بالمخطوطات اليونانية ام يضاف إليها مخطوطات الترجمات القديمة كاللاتينية والسريانية والقبطية؟
ما هي المراجع التي سوف تستخدم وما مدي مطابقتها مع هدف البحث من سرد الإختلافات بدون تمييز؟
وما مدي توافر تلك المراجع علي النت من ناحية المجانية او من الناحية الشرائية وما يستتبع ذلك من تكاليف ومجهود؟
كل تلك الأسئلة وغيرها كانت معضلة محبطة في بداية المشروع ، لكن شاء الله ان يتم حل الواحد منها تلو الأخر ، فكان الشكل النهائي علي مراجعة 28 مخطوطاً تغطي كافة الأشكال النصية المعروفة (السكندري والغربي والبيزنطي والقيصري) ، مع إهمال الترجمات القديمة بسبب ضعف اللغة وعدم توافر مراجع نقدية واضحة لتلك اللغات.
وأما المراجع فما كان متاحاً منها علي الإنترنت مجاناً لم يكن يغطي شيئاً فتشندروف لم يسرد كافة القراءات بين المخطوطات وفون سودون يعج بالمعوقات والمعضلات فضلاً عن الأخطاء الإستدلالية به ، فتوكلت علي الله ووفرت من راتبي جزءاً وأستلفت جزءاً أخر (بارك الله في الأخ خطاب) لشراء المراجع الأخري مثل سوانسون وليج وجريفين (بارك الله في الأخ ماهر)
لكن بقيت المشكلة الأخيرة والأكثر صعوبة ألا وهي شكل الإختلافات ، هل أغطي الإختلافات اليونانية ام أغطي الإختلافات التي يمكن تعريبها فقط؟
مشكلة اختيار الإختلافات التي يمكن تعريبها يمكن في ان الناتج يعني بالضرورة ان الإحصائيات لن تعطي شكلاً حاسماً وإنما هي صورة تقريبية فقط لواقع الإختلافات.
في حين فإن مشكلة الإختلافات اليونانية ان هذا معناه تضخم حجم الكتاب علي الأقل لألف صفحة بدون مبالغة فضلاً عن عدم مقدرة القارئ العادي علي فهمه.
بالنسبة لي فإن الإختيار الأول كان الأقل ضرراً وبالتالي كنت أكثر ميلاً إن لم أكن مرغماً علي إتباعه ، لتييسر الكتاب علي القارئ العادي ولأن الهدف لم يكن أصلا حصر الإختلافات بقدر ما هو تبيان لحقيقة ان الإختلافات أكثر مما نتصور.
مستقبل:
بالتأكيد فإني ارجوا من الله عزوجل ان يكون هذا البحث خالصاً لوجه الكريم وان تكون السلسلة هي بداية توجه أكاديمي نحو مشاركة فعاله من الجانب العربي لمشاريع النقد النصي العالمية، فاللأسف وعلي الرغم من ان معظم المخطوطات القديمة أكتشفت بمصر إلا ان المشاركة العربية في تحليلها ودراستها للاسف صفر. فضلاً عن أنه حتي تلك اللحظة فإن النسخة النقدية للمخطوطات العربية لم تظهر للوجود بعد.
نقطة أخري هامة ألا وهي ان هذا العمل لن يستمر بمفهوم الرجل الواحد، فليس هناك من مشروع ناجح عاش في ظل الإعتماد الفردي.
فعلي سبيل المثال بداية المشروع العالمي للعهد الجديد اليوناني كانت من العالم ليج حيث أصدر بمفرده مرقس ومتي ولوقا ومع ضعف نظره بسبب كثرة المراجع والمخطوطات وفي ظل النقد الموجه لنسختي مرقس ومتي فلم يلقي إصدار لوقا النور وظل حبيس الأدراج فاسحاً المجال لمن يكمل المجال بعده واضعاً اللبنة الأولي في مشروع يعد الأن عالمياً.
بكل تأكيد فإن التطلع نحو المزيد من التطور والتغيير بالإصدار القادم والخاص بإنجيل لوقا يعني زيادة الوقت والضغط والمراجع وهو ما لا يمكن للكاتب القيام به منفرداً خصوصاً في ضوء الإتجاه نحو اضافة قراءة الترجمات القديمة وزيادة عدد المخطوطات اليونانية لأكثر من 30 مخطوطاً.
وفي النهاية فإني أرجوا من الله أن يكون فيه الخير والإفادة التي نرجوها للطالب والباحث عن الحقيقة وان ينفعنا بما علمنا.
مراكز بيع العدد الأول من السلسلة - إنجيل مرقس -:
الكتاب متوفر بإذن الله تعالى بالمكتبات التالية بمحافظة الأسكندرية:
1- معرض الكتاب الإسلامي الثقافي - بجوار عصير جنة الفواكهة - محطة الرمل
2- دار فضل العزيز الحميد - ش مسجد الصداقة خلف شارع المسرح - سيدي بشر
http://www.aymanturky.blogspot.com/2011/11/blog-post.html
هناك 4 تعليقات:
جزاااااااااااااك الله كل خير
و بارك فيك و فى وقتك و نفعنا بعلمك
بارك الله في عملك وتقبل منا ومنكم
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله في عملك ومسعاك وزادك الله علماً ووفق لبيان الحق
ملتاحظة بسيطة ، قد يكون المتصفح عندي ، وقد تكون الصفحة عندكم غير واضحة الجداول
حاول اخي استخدام متصفح الموزيلا فهو يعمل عندي بكفاءة
إرسال تعليق