23 ديسمبر 2014

مجلة الدراسات الدينية - عدد ديسمبر 2014


 مجلة الدراسات الدينية


صدر العدد الأول من (مجلة الدراسات الدينية) وهي مجلة إلكترونية «ربع سنوية» متخصصة بالدراسات الإسلامية، المسيحية، واليهودية .. تهدف إلى تثقيف القارئ بالعلوم الدينية ومقارنة الأديان باللغة العربية.

رابط العدد الاول

مشاركتي بالعدد الاول هو مقال: ( الصلاة الربانية والكذب المقدس )
المقال يتعرض لفكرة تأثير دراسات النقد النصي فى رؤيتنا لكلام يسوع، وهل روايات الإنجليين نقلت لنا الصورة (الحرفية) لكلمات يسوع ام ان كلام يسوع بها هو فقط (رؤية) الإنجيلي لما يجب علينا ان نفهم انه كلام يسوع.
المقال يسوق مثال إختلافات ألفاظ الصلاة الربانية بين إنجيلي (متي) و(لوقا) فى إثبات ان الإنجيليين أنفسهم عدلوا فى كلمات يسوع لتتوافق مع رؤيتهم الشخصية والمجتمعية، وبالتالي فإن الحديث عن ان الإنجيل هو مصدر تاريخي (موثوق) منه عن كلمات يسوع الحقيقية هو امر بات (مشكوكاً) فى صحته للدرجة التى اقر فيها علماء المسيحية انفسهم ان إستعادة كلمات يسوع الحرفية هو امر غايه فى الصعوبة إن لم يكن مستحيل.

رابط المقال:
https://religmag.wordpress.com/2014/12/23/rsm1_prayer/

10 ديسمبر 2014

كراهية الإسلام عند (دانيال والاس)


 Juan Hernandez 




تبدو وكأنها صوت كراهية الإسلام الخافت  !!


اي دارس فى علوم النقد النصي للكتاب المقدس يعلم جيداً ان محاولات (دانيال والاس) المستمية لحشر نقد (الإسلام) فى معرض الحديث عن نقد الكتاب المقدس هي محاولة بائسة من شخص يدرك جيداً مدي تأثير النقد الكتابي على إيمان المسيحيين البسطاء.

العالم (خوان هيرنانديز) بروفيسور الدراسات الكتابية  بجامعة (Bethel) ينتقد محاولات (والاس) البلهاء لإيهام القارئ ان النقد النصي يمكن تطبيقة على القرآن الكريم بنفس فكر وأسلوب تطبيقة على الكتاب المقدس واصفاً تكرار محاولاته لحشر تلك الفكرة فى مقالاته بـ:
(صوت كراهية الإسلام الخافت - An Islamophobic dog-whistle)

حيث يقول فى تعليقة على كتاب الأخير والمعنون: Revisiting The Corruption of The New Testament

(( إلى حد ابعد، فإن اكثر مشاكل الكتاب السطحية هي عندما حاول (والاس) تسجيل نقاط بلاغية ضد (إيرمان). محاولاتة المتكررة لمحاذاة رؤية (إيرمان) عن تاريخية نص العهد الجديد مع الرؤية الإسلامية للقرآن -الكريم- هي محاولات غريبة وتبدو وكأنها صوت كراهية الإسلام الخافت (راجع صفحات 34، 37، 39، 40، 52). اي شخص يشارك جدية (إيرمان) فى حقل النقد النصي يعلم ان تلك المقارنة خادعة. علاوة على ذلك ان إدعائة: ممارسات نسخ القرآن الكريم ذات علاقة بالدفاعيات بينما ممارسات نسخ العهد الجديد ذات صلة بالحياة (ص37) ليس فقط إدعاء ساخر يعطي الكتاب إلتزامات دفاعية جوفاء وإنما ايضاً هو إدعاء حزبي ومضلل. الفروقات الطفيفة الناشئة بين عملية الممارسة النسخية قبل وبعد السيطرة الإسلامية لعملية الإنتاج المخطوطي - هي فروقات قد تسمح أيضاً لكون عملية النسخ القرآني أيضاً (ذات صلة بالحياة).
أنصح القراء بإكتشاف البيانات النصية المفيدة بالكتاب وتجاهل أغراضها الدفاعية. ))


(( By far, the more troubling aspects of the book surface when Wallace attempts to score rhetorical  points against Ehrman. His repeated attempts to align Ehrman’s view of the NT’s textual history with Islam’s view of the Qur’an’s  are curious and begin to sound like an Islamophobic dog-whistle (cf. 34, 37, 39, 40, 52).  Anyone who has engaged Ehrman’s serious text-critical work knows the comparison is dishonest. Further, the claim that “Qur’an copying practices were related to apologetics, while NT practices were more related to life” (p. 37)
is not only cynical given the book’s bald apologetic commitments, but also partisan and misleading. Little differentiation is made between copying practices before and after Islamic control of manuscript production — a differentiation that might have allowed for Quranic copying practices to also “be about life."
Readers are advised to mine the book’s helpful textual data and ignore its apologetic intent. ))


Review of Daniel B. Wallace (ed.). Revisiting the Corruption of the New Testament
Page: 2

26 أكتوبر 2014

تحريفات (يوسف فخري) للنص العربي بترجمة بين السطور (يوناني-عربي)


 بولس الفغالي  


من أجل عدم فرض قراءتنا الشخصية على النص !!


لا خلاف إن ما يزيد عن 85% من أتباع المسيحية لا يعرفون قراءة كتابهم بلغته الأصلية التي دون بها، فسواء كتب الإنجيلي (متي) إنجيلة بالعبرانية او باليونانية او الإنجيلي (مرقس) باللاتينية او اليونانية فإن المسيحي العامي لا يجيد تلك اللغات وبالتالي فإنه بحاجة الى واسطة ليتمكن من معرفة وقراءة كلمة الرب (بزعمه). ولأن الترجمات كثيرة ومتشابكة فإن القارئ العادي والباحث والمحاور والكاهن كان على حد تعبير الاب (بولس الفغالي) بحاجة ضرورية إلى :
(( ترجمة صحيحة، دقيقة، لنص كتابها المقدس، تكون قريبة من النص الأساسي. ))[1]

ومن هنا جاءت فكرة (ترجمة بين السطور يوناني - عربي) والتي قام بإعدادها نخبة من الآباء وهم:
- يوسف الفغالي وأنطوان عوكر ونعمة الله الخوري ويوسف فخري

(ترجمة بين السطور يوناني - عربي) هي ترجمة تم فيها الإعتماد على نص اللجنة اليوناني (= نص نستل-آلاند 27) وتحت كل كلمة يونانية الترجمة العربية الحرفية لها وبالمقابل في الهامش نجد الترجمة العربية المشتركة.

فهل تقيدت لجنة (ترجمة بين السطور يوناني - عربي) فعلاً بالترجمة الحرفية لنص اللجنة اليوناني ؟!
الإجابة ببساطة - لا - لقد عبثت اللجنة ببعض المواضع العربية والتي يعاني فيها النص اليوناني من مشاكل عقائدية واضحة.

فعلي سبيل المثال:

قام الخوري (يوسف فخري) القائم على ترجمة إنجيلي (متي) و (مرقس) ببعض التحريفات بمعني النص اليوناني المطبوع الذي يترجمه، لتكون النتيجة ان الكلمة العربية الموضوعة تحت الكلمة اليونانية المطبوعة تأخذ فكر القارئ البسيط لمعني مختلف تماماً وغير حقيقى لكلمة يونانية اخري غير مستخدمة اصلاً، عكس المعني الصحيح الذى تقدمه الكلمة اليونانية الأصلية المطبوعة !!

المثال الأول:
إنجيل (متي) الإصحاح الأول - العدد 7-8

 
فبدلاً من وضعه كلمة (آساف) وهي الترجمة الصحيحة المرادفقة لكلمة (Ἀσάφ)، فإن الخوري (يوسف) قام بإستخدام كلمة (آسا) وهي المرادفة لكلمة (Ἀσά) الغير موجودة بالنص اليوناني المطبوع اصلاً !!
السبب فى ذلك يرجع لأن النص اليوناني والذي يتضمن كلمة (آساف) يُعد من قبل علماء المسيحية خطأ من قبل الإنجيلي (متي) نفسه والذي إستخدم وفقاً لشهادة العالم النقدي (بروس متزجر) مصدر خاطئ !! : 
((الإنجيلي ربما اتخذ شجرة الأنساب من مادة مُشتقة، ليس من العهد القديم مباشرة، لكن من قوائم أنساب لاحقة والتي وقع فيها خطأ التهجي، اللجنة لم تري سبباً لإختيار ما يبدو أنه عملية تصحيح من الناسخ لنص "متي"))[2]


المثال الثاني:
إنجيل (متي) الإصحاح الأول - العدد 10

 وعلي غرار المثال السابق فإن الخوري (يوسف) قام بوضع الكلمة العربية (آمون) بدلاً من الكلمة العربية الصحيحية (آموس) والمرادفقة للنص اليوناني المستخدم (Ἀμώς)، والسبب فى ذلك تفادياً للخطأ الجينيالوجي الذى وقع فيه الإنجيلي (متي)، حيث يقال العالمين W. D. Davies و Dale C. Allison ما نصه:
(( قراءة "آموس" ربما تعتبر فسادا بمصدر " متي " او تقليد نصي سابق لزمنه او ربما ببساطة يمكن ان يكون " متي " قد إرتكب خطأ ))[3]
 تحريفات الخوري (يوسف) بهذين الموضعين راجع لما عبر عنه العالم (جيمس بورلاند) من أنه برهان لعدم إهتمام علماء اللجنة اليونانية بعقيدة العصمة وإستغلالهم للفرص لإثبات ان إنجيل (متي) به أخطاء جينيالوجية في نسب يسوع المسيح !![4]

المثال الثالث:
إنجيل (مرقس) الإصحاح السادس - العدد 22


فى هذا المثال فإن الخوري (يوسف) لم يستخدم القراءة الأخري المغايرة للنص المطبوع وإنما قام بفبركة ترجمة خيالية للكلمة اليونانية المطبوعة !!
فبدلاً من الترجمة العربية الصحيحة (هو) لكلمة النص اليوناني المطبوع (αὐτοῦ) فإن الخوري إستخدم الكلمة العربية (هناك) والتي تعني باليونانية (εκεί) !!
هذا الفعل من قبل الخوري (يوسف) سببه الرئيسي هو معالجة الخطأ الفادح الذى وقع فيه الإنجيلي (مرقس) فى نسبه الفتاة الراقصة للملك (هيرودس)، حيث انه وفقاً للترجمة الصحيحة للنص اليوناني المستخدم فى ترجمة (بين السطور) فإن إنجيل (مرقس) يجب ان يقرأ: (( دخلت ابنته هيروديا ورقصت )) ، الأمر الذي يتعارض مع العدد 24 القائل ان أمها هي (هيروديا)، وبالتالي فإن (مرقس) يقول ان الأبنه إسمها (هيروديا) مثل امها وفي نفس الوقت هي إبنه (هيرودس) الملك !!
وهو الأمر الساقط تاريخياً لأن شهادة المؤرخ اليهودي الشهير (يوسيفوس) تخبرنا ان والد ابنه (هيروديا) هو (هيرودس فيلبس) اخو (هيرودس) الملك وان الفتاة إسمها (سالومه) وليس (هيروديا) .. الأمر الذي يعني ان (مرقس) به خطأ تاريخي !![5]


الخلاصة:
تلك الأمثلة على تحريفات الخوري (يوسف فخري) للنص العربي المترجم عن النص اليوناني المطبوع لها أسبابها الواضحة والمميزة.
ما يعني ان الحديث عن انه ترجمة (بين السطور) هي ترجمة دقيقة او صحيحة هو في الحقيقة مجرد خداع وتدليس لأن لجنة التحرير لتلك الترجمة قد قامت فعلاً بالتحريف وإدخال قراءاتهم (الشخصية) فى الترجمة عكس ما زعم (بولس فغالي) !!


-------------------------------------------
[1] العهد الجديد - ترجمة بين السطور (يوناني - عربي)، 2003، المقدمة
[2] Bruce M. Metzger, A Textual Commentary on the Greek New Testament, p1
[3] W. D. Davies & Dale C. Allison, Matthew 1-7, p177
[4]Theodore P. Letis, The Majority Text: Essays and Reviews, p50 
[5] تاريخ اليهود، إعداد الراهب القمص أنطونيوس الأنطواني، ط1 2006، ص201

29 سبتمبر 2014

قائمة العلماء المؤيدين لضياع خاتمة مرقس الأصلية


 Bruce M. Metzger 




للأسف لا أحد يعرف كيف ختم مرقس إنجيله !!



 لم يكن هجوم الأنبا (شنودة الثالث) على كلام المتنيح (متي المسكين) بضياع الخاتمة الأصلية لإنجيل مرقس مجرد فرقعه او عنتريه عصبية وإنما كان نابعاً من مشكلة محددة ستواجه المؤمنين بكلام (متي المسكين) وهي فكرة أن يكون جزء من الإنجيل قد ضاع. أو لنقل بمعني أدق ان جزء من (النص الأصلي) قد ضاع للأبد.[1]

خاتمة إنجيل مرقس (16/ 9-20) كحالة نصية تعد واحدة من أشهر الحالات النصية بالعهد الجديد وأكثرها تعقيداً.[2] فالمشكلة الرئيسية فى تلك القضية ليست فقط فى تحديد اي خاتمة هي الأصلية وإنما فى تاريخية الإنتقال النصي للعهد الجديد في ضوء معطيات التاريخ الكنسي لتلك الحالة النصية بالقرن الأول والثاني والثالث وحتي الرابع.

مايؤمن به الأغلبية الساحقة من علماء المسيحية اليوم هو أن تلك الأعداد (الخاتمة الطويلة) غير مرقسية ولم يكتبها مرقس بل كتبها شخص اخر.[3] الأمر الذي يطرح بعض التساؤلات عن موثوقية العهد الجديد وفقاً لما يلي:
1- من هو كاتب خاتمة مرقس الطويلة ؟!
2- متي كتبت خاتمة مرقس الطويلة ؟!
3- أين كتبت خاتمة مرقس الطويلة ؟! 
4- كيف دخلت الخاتمة الطويلة الى التقليد النصي ؟!

الرؤية:

دعونا نتخيل الوضع قليلاً ...
أولاً: فى القرن الأول كتب (مرقس) إنجيله وسلمه للكنيسة[4] والتي قامت بنسخة مئات المرات ان لم يكن آلاف المرات.
ثانياً: بدء التقليد النصي لإنجيل (مرقس) بخاتمتة الاصلية ينتشر فى البقاع شرقاً وغرباً وينسخ مرات ومرات. يمكننا تسمية هذا الخط النصي بإسم (التقليد 1).
ثالثاً: فجأة ضاعت الخاتمة الأصلية للإنجيل وبدأ التقليد النصي لإنجيل (مرقس) يتغير وبدءت مخطوطات منسوخة للإنجيل تظهر بدون وجود خاتمة بها. يمكننا تسمية ذلك التقليد الجديد بإسم (تقليد 2) ... راع هذا الكثير من المسيحيين الأوائل فقام أحدهم فى مكان محدد وزمن محدد بإعادة كتابة الخاتمة الضائعة فخرج منتج يعرف بإسم (الخاتمة الطويلة).
رابعاً: من هذا المكان المحدد والزمان المحدد خرجت إرادة الكاتب الجديد - والذي يمكن تسميه تقليده بإسم (تقليد 3) - لتلتحم بالتقليد النصي القديم لإنجيل (مرقس) وليفرض هذا الشخص المجهول (منتجه) الجديد على التقليد الأصلي القديم
خامساً: لكن التقليد الجديد (تقليد 3) لم يفرض نفسه على التقليد القديم الأصلي (تقليد 1) وإنما فرض نفسه على التقليد المتطور عن (التقليد 1) وأقصد به هنا (التقليد 2).
سادساً: حل (التقليد 3) محل (التقليد 2) بشكل سريع جداً لدرجة انه إستطاع دخول الكنيسة مرة اخري ليحل محل التقليد الأصلي (تقليد 1).
سابعاً: بدء التقليد الأصلي (تقليد 1) فى الإنحصار والضياع بنفس سرعه إنتشار (تقليد 3) بينما حافظ (التقليد 2) على حضوره بشكل قوي فى المخطوطات عبر الأزمنة والأمكنة المختلفة.
ثامناً: إستقر التقليد النصي لإنجيل (مرقس) أخيراً بضياع تام للتقليد الأصلي (تقليد 1) وإنحصار واضح للتقليد المتطور عنه (تقليد 2) وسيطرة شبة كاملة للتقليد الجديد (تقليد 3)

يمكننا إذاً ان نستفيد من تلك الرؤية لتاريخية الإنتقال النصي للعهد الجديد كما يلي:
1- القراءات المختلفة (سواء التي نعرفها او لا نعرفها) وقعت بعد كتابة الإنجيل نفسه مباشرة للدرجة التى تجعلنا نؤكد ونجزم انها تمت أصلا فى النسخ الأولي عن الأصل او على اقل تقدير النسخ الأولي عن النسخ الأولي عن الأصل المفقود !![5]

2- خلال نهاية القرن الأول وبداية الثاني كان بمقدر اي شخص منفرد او مجتمع ان يفرض سيطرته على التقليد. ليست السيطرة هنا بمفهوم التملك وإنما بمفهوم التحكم بآليات التداول والإنتاجية اللازمة لبقاء هذا التقليد. فالشخص المنفرد (كنقطه سوداء فى مكان محدد من العالم) إستطاع ان يفرض تقليده الجديد على التقليد القديم بسرعة مدهشة حتي ان الفارق بين بدء التقليد الأصلي القديم والتقليد الجديد الزائف قد لا يتعدي الـ100 عام.[6]

3- يمكن لأي تقليد ان يضيع بشكل جزئي او حتي ان يضيع بشكل كامل .. فـ(التقليد 1) يعتبر اليوم ضائعاً وفقاً للكثير من العلماء .. في حين (التقليد 2) يعتبر ضائعاً بشكل جزئي رغم تأكيدات بعض الأباء (أمثال يوسابيوس[7] وجيروم[8]) من أن كل -او معظم- المخطوطات المتوفرة فى زمنهم تحوي هذا التقليد لكننا اليوم لا نمتلك من هذه المخطوطات سوي 3 مخطوطات فقط !!![9]

4- ليس بالضرورة ان يكون كل ما هو مكتوب تحت مسمي إنجيل (متي او مرقس او لوقا او يوحنا) هو من كتابه الشخص المعنون فقط فتاريخ التقليد المنتقل يخبرنا ان النص قد يكون فى حقيقة الأمر عبارة عن إقحام (مبكر) لتقليد اخر بالتقليد الأصلي.[10]

5- إضطراب إنتقال التقليد النصي للعهد الجديد يثبت بما لا يدع للشك انه لا وجود للمسميات: (وحي) ، (عصمة) ، (موثوقية)
فالـ(وحي) لا يتسق مع إحتمالية او حتي إمكانية ان يضيع إذ لا فائدة من وحي قابل للضياع !!
والـ(العصمة) لا تستقيم مع تقليد زائف يمكن ان يفرض نفسه على تقليد أصلي ويحل محله تماماً !!
والـ(الموثوقية) لا تتوافر فى تقليد مسيطر لا نعرف كيف كتب ولا من كتبه ولا متي كتب ولا كيف إنتقل !![11]

6- النقد النصي ليس علماً (خارقاً) ولا يجب ان يتوقع القارئ ان اى من علماء النقد النصي سيخبره عمن كتب هذا الخاتمة الزائفة ولا متي كتبها على وجه الدقة وإنما سيكتفي ان يخبرك بأن من كتبها هو (شخص أخر) !!!

الواقع:

هل ضياع خاتمة (مرقس) يؤثر على ثقتنا بالعهد الجديد ؟!

علماء الغرب لا يختلفون كثيراً عن فكر (متي المسكين) فالموثوقية عندهم لا تتأثر حتي لو ضاعت خاتمة مرقس برمتها !!

العالم "داريل بوك" يصور لنا تلك الموثوقية عند المؤمنين بها قائلاً: (( نقطة واحدة أخيرة بحاجة للتوضيح. مهما كانت رؤية الفرد بهذا الشأن -يقصد خاتمة مرقس- فإنه ليست هناك تعاليم رئيسية من الإيمان المسيحيى مرهونة برؤيتك المختاره. بشكل أوضح لو أعتبرت النهاية الطويلة هى الأصل إذا فإن كل شئ قد تم تعليمه. إما لو كانت النهاية القصيرة فإنها تقدم مشاكل اكثر فى ضوء إحتمالية ضياع جزء من الكلمة. نعم هذا ممكن، لكن على الوجه الأخر للعملة فإن أغلب ماهو ضائع قد تم التأكيد عليه فى النصوص التى لا يعتريها الشك. المفيد والمهم بتلك المشكلة هو الا نفسح مجالاً للشك أكثر مما يستحق. مهما كان إختيارنا سواء أكان النهاية الطويلة او القصيرة فإنه يجب ألا يغير بشكل ملحوظ إيماننا. ))
Perspectives on the Ending of Mark: Four Views p141

نعم لا مانع ان يضيع جزء من الكلمة ولكن يجب علينا ان نؤمن بأن ما هو قد ضاع -ولا نعرف عنه شيئاً- ليس به اي شئ يؤثر على إيماننا !!! نعم نعم هذا هو وصف الإيمان الأعمي ببساطة شديدة.

الإعتراف:

في الوقت الذى يرفض فيه أغلب علماء المسيحية خاتمة مرقس الحالية بإعتبارها زائفة فإن هؤلاء العلماء أنفسهم يختلفون داخلياً فيما بينهم فى هذا الرفض بين مؤيد للخاتمة القصيرة على انها النهاية الأصلية للإنجيل -تفادياً لمشاكل الموثوقية وقدسية الكتاب عند ضياع هذا الجزء- وبين معارض لذلك مؤكداً على ان الخاتمة الأصلية التي كتبها (مرقس) بيده قد ضاعت للأبد.![12]

إلى القارئ قائمة ببعض أسماء العلماء ممن قالوا بأن خاتمة مرقس الأصلية (النص الأصلي) قد ضاعت للأبد ![13]

1-  J. J. Griesbach
Synoptic and Text - Critical Studies, p127

2- Henry Alford
Greek New testament v1, 1863, p431

3- Westcott & Hort
The New Testament in the Original Greek, Appendix 47

4- Heinrich A. W. Meyer
Critical Exegetical Handbook New Testament v2, p197
 
5- Theodor Zahn
Introduction to the New Testament, v2, p479-480 

6- F. Crawford Burkitt
Two lectures on the Gospels, p28

7- Allan Menzies
The Earliest Gospel, p290

8- Adolf Julicher
 An Introduction to the New Testament , p329

9- Casper René Gregory
Canon and Text of the New Testament , p512

10- Kirsopp lake
The historical evidence for the Resurrection of Jesus Christ , p73

 11- Friedrich Spitta
 Geschichte und Litteratur des Urchristentums, 3. Band, 2 , p111

 12- J. Rendel Harris
Side-Lights on New Testament Research, p87

13- Benjamin Wisner Bacon
The Beginnings of Gospel Story, pXvii-pXix

14- J. Armitage Robinson 
The Study of the Gospels, p11

15- Arthur S. Peake
A Critical Introduction to the New Testament, p121

16- George Milligan
The New Testament DocumentsL Their Origin and Early History, p182

17- B. H. Streeter
The Four Gospels: A Study of Origins, p337

18- Henry Barclay Swete
The Gospel according to St. Mark, p399

19- A. H. McNeile
 The Gospel according to Mark, p57

20- Walter Lowrie 
Jesus according to St. Mark, p553

21- Arthur Temple Cadoux
The Sources of the Second Gospel, p187

22- Adolf Schlatter
Markus: Der Evangelist fur die Griechen, p279

23- Ernest Findlay Scott
The Literature of the New Testament, p60-61

24- Edgar J. Goodspeed
An Introduction to the New Testament, p156

25- Floyd V. Filson
Origins of the Gospels, p158

26- H. A. Sanders
Beginnings if the Modern Book, p110-111

27- C.C. McCown
Codex and Roll in the New Testament, p240

28- W. L. Knox: ضائعة او لم يكمل إنجيله !!
The Ending of St. Mark's Gospel: HTR 35, p22-23

29- Ethelbert Stauffer
Zur Vor- und Fruhgeschichichte des Primatus Petri: ZKG, p13

30- A. M. Hunter
The Gospel according to Saint Mark, p149

31- Oscar Cullmann
Peter: Disciple, Apostle, Martyr, p61

32- C. H. Dodd: ضائعة او لم يكمل إنجيله !!
The Interpretation of the Fourth Gospel, p440 n1

33- G. Bornkamm
Jesus of Nazareth, p213 n2

34- Jack Finegan
The Original Form of the Pauline Collection: HTR 49, p88

35- C. Leslie Mitton
The Gospel according to St. Mark, p138

36- Albert E. Barnett
The New Testament: Its Making and Meaning, p142

37- K. Bornhauser
The Death and Resurrection of Jesus Christ, p211

38- F. G. Kenyon: ضائعة او لم يكمل إنجيله !!
Our Bible and the Ancient Manuscripts, p214

 39- Alfred Wikenhauser: ضائعة او لم يكمل إنجيله !!
 New Testament Introduction, p172-173

40- Julius Schniewind
Das Evangelium nach Markus, p172

41- Vincent Taylor
The Text of the New Testament, p90

42- T. W. Manson
The Foundation of the Synoptic Tradition: The Gospel of Mark, p30

43- Robert M. Grant
The Historical Introduction to the New Testament, p120

44- Martin Hengel
Maria Magdalena und die Frauen als Zeugen, p252 n2

45- Hans Grass
Ostergescheben und Osterberichte, p86

46- Everett F. Harrison: ضائعة او لم يكمل إنجيله !!
Introduction to the New Testament, p92

47- C. F. D. Moule
St. Mark XVI. 8 Once More: NTS 2, p133

48- Horst Balz
Furcht vor Gott? : EvT 29, p633

49- W. D. Davies
Invitation to the New Testament, p207

50- Herschel H. Hobbs
An Exposition of the Gospel of Mark, p258

51- Eduard Schweizer
The Good News according to Mark, p373

52- George Eldon Ladd
I Believe in the Resurrection of Jesus, p83-84

53- Stephen Neill
Jesus Throuh Many Eyes, p76-77

54- Karl Martin Fischer
Das Ostergescheben, p52

55- Charles W. Hedrick
What is a Gospel? : PRSt 10, p263

56- C.H. Roberts and T. C. Skeat
The Birth of the Codex, p55

57- Grant R. Osborne
The Resurrection Narratives: A Redactional Study, p65
 
58- Peter Carnley
The Structure of Resurrection Belief, p216

59- I. Howard Marshall: ضائعة او لم يكمل إنجيله !!
Luke and His Gospel: The Gospel and the Gospels, p276

60- Robert H. Stein
Gospels and Tradition, p65

61- Philip Wesley Comfort
The Quest for the the Original Text of the New Testament, p138

62- Bruce M. Metzger
The Text of the New Testament 1992, p228

63- N. T. Wright
The New Testament and the People of God, p390 n67

64- Robert H. Gundry
Mark: A Commentary on his Apology for the Cross, p1009

65- Julio Trebolle Barrera
The Jewish Bible and the Christian Bible, p 413

66- Udo Schnelle
The History and Theology of the New Testament Writings, p207

67- Georg Strecher
Theology of the New Testament, p266 n7

68- J. K. Elliott
Mark 1:1-3 A Later Addition to the Gospel? NTS 46, p586

69- Lee Martin McDonald and Stanley E. Porter
Early Christianity and Its Sacred Literature, p290

70- Craig A. Evans: ضائعة او لم يكمل إنجيله !!
Mark 8:27-16:20, p539

71- Ben Witherington III
The Gospel of Mark: A Socio-Rhetorical Commentary, p49

72- James R. Edwards
The Gospel according to Mark, p503

73- N. Clayton Croy
The Mutilation Of Mark's Gospel, 171


 
-------------------------------------------
[1] تفسير إنجيل مرقس - متي المسكين - ص622   & كتاب بدع حديثة - شنودة الثالث - ص181
[2] The Gospel according to Mark,  James R. Edwards, p497
[3] Evangelicals & Scripture: Tradition, Authority and Hermeneutics p103
[4] يختلف الآباء من بعدهم فى مكان كتابه الإنجيل بين (روما) بإيطاليا وبين (الأسكندرية) بمصر
[5] Some Thoughts on Modern Textual Criticism, G. D. Kilpatrick,  NV v19, p276 
[6] Guardians of Letters:..., Kim Haines-Eitzen, p106
[7] Ad Marinus, NPB 4.255ff
[8] Letter to Hedibia, in Epistola 120, PL 22.980-1006
[9] المخطوط السينائي والمخطوط الفاتيكاني ومخطوط يوناني اخر (304) من القرن الثاني عشر
[10] فإذا كانت القضية عند البعض هي ان (أريستون) او (مجهول) هو من قام بإقحام الخاتمة الطويلة فلماذا لا يلحق إسمه بعنوان الإنجيل ليصبح (الإنجيل وفقاً لرواية مرقس وأريستون) او (الإنجيل وفقاً لرواية مرقس وأخر مجهول) !!!
[11] يري العالم (كيث إليوت) انه مع إقرار ضياع خاتمة مرقس الأصلية فإن العصمة:
(( سقطت في سياق النقد النصي )) : Perspectives on the Ending of Mark, p101
[12] حتي فترة 1960 كانت الأغلبية من تصويت العلماء مع نظرية ضياع الخاتمة الأصلية إلا انه وبعد الفترة 1970 بدء صوت نظرية ان نهاية مرقس الأصلية هي العدد الثامن يظهر، لكنه لم يستطع إخماد صوت نظرية ضياع الخاتمة الأصلية بشكل نهائي حيث لا تزال أكبر الأعمال الكتابية المتعلقة بهذا الشأن خلال العشرين عاماً الاخرين تنادي بفقدان الخاتمة الأصلية خصوصاً وان هذا التحول لم يظهر له أسباب منهجية او علمية واضحة.
يراجع: The Ending of Mark, Robert h. Stein, Bulletin for Biblical Research 18.1 (2008) p98
[13] هذه القائمة مأخوذة من كتاب The Mutilation Of Mark's Gospel, N. Clayton Croy, p174-177، وقد قمت بضبطها وإضافة المرجع لكلام كل عالم.

9 سبتمبر 2014

عشوائية تعليقات (بروس متزجر)


 بروس متزجر



النقد النصي فن وعلم



مثال بسيط على عشوائية وتناقضات القرار النصي بالنص القياسي (UBS 4th)
وفقاً لتعليقات (بروس متزجر) فإنه:

1- لا يمكن قبول قراءة النص السكندري مجردة لأنها غير مدعومة من نصوص أخري
-يوحنا 10/ 18
-يوحنا 16/ 23

2- يمكن قبولها بشكل مجرد حتي ولو لم تكن مدعومة من نصوص اخري
-متي 8/ 18
-لوقا 10/ 38
-يوحنا 6/ 58
-اعمال 19/ 20
- بطرس الأولي 3/ 16

3- يمكن قبولها لكن مع بعض التردد ووضعها بين قوسين
-متي 14/ 30

2 أغسطس 2014

المستحيل النظري - فادي اليكساندر


 (3)
 فادي اليكساندر  



مستحيل ان تكون القراءة الأصلية


  
لا نزال مع نقد بعض النقاط الحيوية والهامة بمقال الزميل فادي والمُسمي:
(التحريف والعصمة في ضوء النقد النصي – الجزء الثاني)

  تشير قاعدة الدكتور (الاند) السابعة إلى ان قضية تواجد النص الأصلي فى مخطوط واحد هو امر ممكن نظرياً، وأن اى نوع من انواع الإنتقائية (وسطية او جذرية) تقبل مثل تلك الفكرة كتطبيق عملي فى قراراتها النصية ستجد صعوبة فى تقديم النص الأصلي بنجاح.

الزميل (فادي) فى تقديمه وشرحه لتلك النظرية شدد على نقطة هامة وهي انه (مستحيل) عملياً ان تكون القراءة الموجودة فى مخطوط واحد او مخطوطتين هي القراءة الأصلية، فيقول ص67:

الرد علي هذا (المستحيل) وتوضيح واقعيته عند دكتور (آلاند) نفسه، يقع في محورين:
المحور الأول: القراءات الغير موجودة فى التقليد المخطوطي اليوناني اليوم والتي يعبر عنها العلماء بمسمي (التخمين الحدسي) وهي تندرج تحت نوعين:
1- النوع الأول وهي القراءات المفقودة كلياً من المخطوطات (اليونانية) بإعتبارها الفيصل الأول فى الحكم على القراءات، من أشهر تلك الأمثلة هو مثال نص أعمال الرسل 12/16 والذى إعتمد فيه نص نستل-ألاند على ثلاثة مخطوطات للفولجاتا فقط.
يعتبر هذا النوع من أنواع (التخمين الحدسي) من باب (إحتمالية) ان تكون تلك الترجمات القليلة الداعمة لتلك القراءات هي أيضاً في الواقع قد قامت بعملية تخمين للقراءة الأصلية.[1]
المثال الثاني هو مثال أخر أدمج مؤخراً بالإصدار 28 من نسخة نستل-ألاند ألا وهو مثال نص رسالة بطرس الثانية 10/3 والذي إختار فيه العلماء الأعتماد على القراءة الموجودة حالياً بمخطوطات الترجمة الصعيدية.[2]
يدرج تحت هذا النوع أيضاً ما يعرف عند العالمين (ويستكوت) و (هورت) بما يُسمي: (( الأحطاء الرئيسية ))[3]، وهي مجموعة من الحالات النصية (مايقرب من 60 حالة) يعتقدان فيها ان التحريف قد تم فى الفترة الزمنية قبل ظهور كل المخطوطات الموجودة حالياً.[4]
2- النوع الثاني وهي القراءات الموجودة فعلياً فى المخطوطات اليونانية لكن العلماء يعدونها قراءات (فاسدة) او أن الإختلافات بين تلك المخطوطات اليونانية دليل على ان القراءة الأصلية ضاعت.
من أشهر تلك الأمثلة مثال (صمت النساء) بالرسالة الأولي لكرونثوس 14/ 34-35 والذى تنقل لنا العالمة (كيم هينز-أيتن) عن أنه:
(( تقريبا كل العلماء الأن يعتبرون تلك الأعداد إضافة لاحقة فى رسالة بولس ))[5]
المثال الثاني هو مثال خاتمة مرقس 16/ 8-20، حيث يتسائل العالم (بروس متزجر) قائلاً:
(( كيف ختم مرقس إنجيله؟ للأسف لا نعرف، أقصي ما يمكننا قوله هو: انها النهايات الأربع المختلفة فى المخطوطات الحالية لكن من المحتمل انه ولا واحدة منها تقدم ما قصده مرقس بالحقيقة )).[6]
إذا: فإن المحور الأول يتطرق لقضية ما قبل المخطوط (الواحد) او (الإثنين)، وبشكل أدق يتطرق لقضية ان القراءة الأصلية قد تكون قد ضاعت وليست موجودة حتي فى مخطوط يوناني واحد. العالم البريطاني (ديفيد باركر) يجمل لنا ذلك المحور قائلاً:
(( التخمين الحدسي مثل السلاح، حتي لو لم تكن بحاجة إليه فإنه لا يمكن التنازل عنه. إمكانية ان هناك مواضع لا يوجد اي مخطوط يقدم فيها النص الأصلي يجب ان تستمر بشكل مطلق. وقوع الأخطاء مبكراً وأثرها على كل نسخ المخطوطات المتاحة يجب ان يؤخد بشكل إحتمالي أكثر منه إمكاني. لذا فإننا لا ننكر الحاجة الى التخمين الحدسي )).[7]

المحور الثاني: وهو اثبات واقعياً من خلال سرد لبعض الحالات النصية ان نص نستل-ألاند قد يقوم فعلاً علي دعم من قبل مخطوط واحد او مخطوطين او لنتجاوز قليلاً ونقول مخطوطات لا تزيد عن عدد أصابع الكف الواحد !!
الشكل الأول: المخطوط الواحد: (يوناني فقط)
مثل: قراءة ἀλλὰ بدلاً من قراءة ἀλλ' (بطرس الأولي 25/2) مدعومة من قبل المخطوط الفاتيكاني فقط !!
مثل: القراءة καὶ ἀπ᾽ οὐρανοῦ σημεῖα μεγάλα ἔσται (لوقا 11/21) مدعومة من قبل المخطوط الفاتيكاني فقط !!
الشكل الثاني: المخطوط الواحد: (يوناني واحد مع دعم من بعض الترجمات)
مثل: حذف قراءة Ιησους (متي 23/4) بدعم من قبل المخطوط الفاتيكاني فقط !!
 مثل: قراءة ὄχλον (متي 18/8) مدعومة من قبل المخطوط الفاتيكاني فقط !!
الشكل الثالث: مخطوطتين: (يوناني فقط)
مثل: قراءة προσῆλθαν  (متي 1/5) مدعومة من قبل المخطوط السينائي و المخطوط الفاتيكاني فقط !!
الشكل الرابع: ثلاثة مخطوطات: (يونانية فقط)
مثل: حذف قراءة μου (لوقا 21/18) بدعم من قبل المخطوط الفانيكاني والمخطوط بيزا والمخطوط (1) فقط !!
مثل: حذف قراءة αυτοις (يوحنا 7/10) بدعم من قبل البردية (6) والبردية (75) والمخطوط الفانيكاني فقط !!
مثل: قراءة ἐγερθῇ بدلاً من قراءة ἀναστῇ (متي 9/17) بدعم من قبل المخطوط الفاتيكاني والمخطوط بيزا والمخطوط (1604) فقط !!
 الخلاصة: بالتأكيد ليس هذا حصر لكل الحالات النصية بالعهد الجديد بل هي أمثلة عشوائية الغرض منها فقط إثبات وقوع عملياً ما هو (مستحيل) فى نظر الزميل (فادي) فى تعليقاته على قاعدة العالم (آلاند).
فعلياً فإن فكرة الدعم الضئيل بالنسخ النقدية هو أمر عادي عند علماء الإنتقائية، فليس هناك فارق حقيقي فى دعم قراءة ما من خلال مخطوط واحد او اثنين او حتي عشرة، فجملة تلك المخطوطات الداعمة لن تتجاوز بأي حال من الأحوال 1% من جملة المخطوطات اليونانية او لنقل ببساطة 0% من جملة مخطوطات العهد الجديد ككل !!

يمكننا إذاً ان نختم بما قاله العالم (دانيال والاس) فى معرض تعليقة على القاعدة السابعة لدكتور (آلاند).[8]

يبدو ان الإمكانية النظرية أصبحت واقعية فى حالات قليلة (ولو كانت حالات قليلة جداً) بنص نستل-آلاند
 
-------------------------------------------
[1] The Text Of The Epistles, Zuntz, p15
[2] في تعليقاته على الإصدار الرابع للجنة (الذي يعتبر هو نفسه إصدار نستل-آلاند 27) يقول العالم (متزجر) انه لاتوجد أي قراءة من القراءات المختلفة تبدو أنها القراءة الأصلية وأن الإعتماد -وقتها- كان على قاعدة القراءة المفسرة للقراءات الأخري.
يراجع بخصوص القراءة السابقة (NA27) - كتاب Textual Commentary, Bruce M. Metzger, p636  
أما بخصوص القراءة الجديدة (NA28) - فيراجع مقال العالم (جيرد مينك) :
Problems of a Highly Contaminated Tradition, p27 
[3] New Testament, Westcott and Hort, p279
[4] حول تلك الحالات النصية يراجع: The Text of The NT 4th, Metzger and Ehrman, p229 n54
[5] The Gendered Palimpsest: Women...., Kim Haines-Eitzen, p92
[6] The Text of The NT 4th, Metzger and Ehrman, p322 
[7] The Living text Of the Gospels, D. C. Parker, p115
[8] Grace Theological Journal, 09:2 (Fall 1988), Daniel B. Wallace, p283 

13 يوليو 2014

أنبوبة الإختبار النصية - فادي اليكساندر


 (2)
 فادي اليكساندر  



كلا ، هذا ليس النص الأصلي
  


لا نزال مع نقد بعض النقاط الحيوية والهامة بمقال الزميل فادي والمُسمي:
(التحريف والعصمة في ضوء النقد النصي – الجزء الثاني)

حيث يقول الزميل ص67 مانصه:



ففي معرض سرده لقواعد النقد النصي الإثني عشر لدي العالم (كورت آلاند)[1] والتي عنونها الزميل بقوله:
(( نتاج العقل )) قام الزميل ((فادي)) بشرح القاعدة النصية التاسعه عند العالم (كورت) موضحاً ان المقصود بتلك القاعدة هو ان القراءات يجب ان تعامل وفقاً للأسباب الأخطاء النسخية المعروفة ولا يصح ان نخترع - على حد وصفه - أسباباً لتأصيل نص معين معتبراً ان هذا الفعل - يقصد هنا الإختراع - يجعل القول بأن ما نملكه هو النص الأصلي غير صحيح.

أقول ان ما تفضل الزميل (فادي) بشرحة هو عبارة عن (تهريج) لا علاقة له بالنقد النصي على الإطلاق !!!

لكي نفهم تلك القاعدة لنعود إذا الى النص الأنجليزي بمقدمة العالم (آلاند) حيث يقول النص:
((   Variants must never be treated in isolation, but always considered in the context of the tradition. Otherwise there is too great a danger of reconstructing a "test tube text" which never existed at any time or place.   ))

ولشرح هذه القاعدة الهامة فإنه يجب علينا ان نفهم مصطلح مهم فى علم النقد النصي الا وهو مصطلح (variants unit) او ما يمكن ان نسميه بالعربية (وحدة القراءات) ويقصد بها فى النقد النصي كمية او شريحة معينة من النص تتضمن قراءتين أو أكثر (Variant readings) كل قراءة لها دعم مخطوطي مختلف[2]


استحضارنا هنا لهذا المصطلح (variants unit) الغرض منه فهم فكرة مناقشة القراءات (Variants) فى ضوء مضمون التقليد النصي ككل وليس فى ضوء كل (Unit) على حده.

اي ان الشرح الصحيح لتلك القاعدة بعيداً عن (عك) الزميل هو:
القراءات النصية يجب ان لا تعامل بشكل منفرد فى الوحدات النصية بل يجب ان تتضمن فى ضوء التقليد المخطوطي لباقى الوحدات النصية وإلا فإن مناقشة القراءات فى شكل منعزل عن الوحدات النصية الأخري سينتج (أنبوبة أختبار نصية) اي ان الناتج (ككتلة نصية) سيكون نصاً ليس له حقيقة واقعية ولم يتوافر فى اي زمان ولا مكان بأي مخطوط.

لتمثيل ذلك وتبسيطاً على القارئ فإنه بإمكاننا ضرب مثال بسيط :
يقول مرقس 3/31 وفقاً للنص اليوناني لنسخة نستل الاند الإصدار 27:
Καὶ ἔρχεται ἡ μήτηρ αὐτοῦ καὶ οἱ ἀδελφοὶ αὐτοῦ καὶ ἔξω στήκοντες ἀπέστειλαν πρὸς αὐτὸν καλοῦντες αὐτόν.

خلال هذا العدد فإن هناك أكثر من وحدة نصية: -نذكر 2 فقط منها-
1-الوحدة الأولي: قراءة καὶ ἔρχεται وهي قراءة النص حيث إعتمد (كورت آلاند) بنصه على شهادة المخطوطات التالية:
א D W Θ 1 565. 892 pc it vgmss  
2-الوحدة الثانية: قراءة στήκοντες والتى إعتمد فيها (كورت آلاند) بنصه على شهادة المخطوطات التالية:
B C* Δ 28

الشاهد هنا من هذا المثال هو ان النص ككتلة واحدة (العدد بشكل كامل) لا يوجد بشكله الإجمالي فى أي مخطوط نظراً لأن المخطوطات التى دعمت قراءة النص بالوحدة الأولي ليس هي ذاتها او حتي بعضها ممن دعم قراءة النص بالوحدة الثانية.
وبالتالي فإن نص (مرقس 3-31) يعتبر نصاً (أنبوبة إختبار) لم يتواجد بهذا الشكل النصي فى اي زمان ولا مكان.

عملياً فإن تلك المعضلة ترتبط بشكل كبير بما يعرف بنتاج الإنتقائية (Eclecticism Results) - حيث ان علماء النص النصي يقومون بمناقشة القراءات النصية وفقاً لمبدأ Variant-unit by Variant-unit دون ان يكون هناك رابط واضح بين قرار الناقد النصي بالوحدة الأولي وقراره بالوحدة الثانية. 

العالم (فيلب كمفورت) يعرف لنا تلك المعضلة قائلاً:
(( فى الحقيقة لا أحد فى العصور القديمة قرأ النص اليوناني المنتج من قبل اللجنة بشكله الإجمالي - ولا اي نسخة نقدية اخري للعهد الجديد - هذا بسبب أن النسخ النقدية الحديثة عبارة عن تجميعات مستخلصة من عدة مخطوطات على أساس وحدة نصية بوحدة نصية ))[3]، مشدداً بموضع أخر قائلاً:
(( بإختصار فإن النص اليوناني للجنة المُعتمد على الإنتقائية لا يعيد بناء نصاً قرأ بشكل حقيقى عند اي مسيحي قديم، حتي على الرغم من كونه يحتمل ان يكون اقرب إعادة للكتابات الأصلية ))[4]

العالم (إلدون إيب) كذلك يشير إلى تلك المعضلة قائلاً:
(( ولكن فوق ذلك كله الناتج سوف يكون بالتأكيد ذلك النص الذى بشكل مجمل وفى قطاعات كبيرة منه لم يتواجد ابداً فى اي مخطوط حقيقى ))[5]

العالم (فيليب تونر) يشرح لنا كذلك نتاج النقد النصي وفقاً لمبدأ وحدة نصية بوحدة نصية قائلاً:
(( نص نستل آلاند 27 والذى يقدم لنا إتفاق الأغلبية القائم على تطبيق قواعد الإنتقائية لا يعكس الشكل النصي الذى كان معروفاً بأي وقت مضى في إستخدامات الكنيسة ))[6] 


كذلك فعلي الرغم من ان العالم (روبين سوانسون) إستخدم عدد محدود من المخطوطات اليونانية بإنجيل (متي) إلا ان نتاج فحص تلك المخطوطات مقارنة بنص (اللجنة) ونص (ويستكوت وهورت) كان:
(( لقد صار واضحاً من خلال فحص السطور المتوازية فإن الظاهرة الواضحة ان هناك سطوراً نصية بنسخة اللجنة -الإصدار الرابع- ونسخة ويستكوت وهورت لا تمتلك اي دعم مخطوطي من المخطوطات المستخدمة فى هذا العمل ))
[7]

على خلاف ذلك فإن العالم (موريس روبينسون)[8] كتب مقالاً كبيراً وضخماً من حيث التفاصيل عن تلك النظرية (الأنبوبة النصية)، كانت نتيجتة ان نص العالم (كورت آلاند) -الإصدار 27- خالف القاعدة التاسعة التي وضعها (آلاند) بنفسه فيما لا يقل عن 100 عدد !! واصفاً تلك الأعداد بإسم (اعداد صفرية الدعم - Zero Support Verses).



 بإختصار ما يجب ان نفهمه جيداً من تلك القاعدة هو ان نتاج عملية الإنتقائية النصية لا تنتج نصاً واقعياً وإنما ينتج نصاً نظرياً يراه العلماء أقرب ما يكون للأصل المفقود حتي ولو كان هذا الشكل النصي غير موجود بأي مخطوط حقيقي.[9]

وسواء أكان هذا الأمر مقلقاً او فيه من الخطورة الشديدة كما أشار إليه (آلاند) نفسه او فيه (تخمين) نقدي كما يري (روبينسون) او حتي هو (امر فرعي مُضلل عن القضية الأهم) كما يري العالم (مايكل هولمز)[10]  فإنه يجب علينا ان نتسائل من أين اتي الزميل (فادي) بهذا التفسير لقاعدة (آلاند) التاسعة، هل إخترعه ؟!


كلا هذا ليس النقد النصي !!

-------------------------------------------
[1] The Text Of The New Testament, 2nd Edition, Tran: E. Rhodes, P. 281-282
[2] Epp: Studies in the Theory and Method of New Testaments, p60-61
[3] Philip Comfort: Encountering the manuscripts, p101

[4] Ibid, p309
[5] Eldon J. Epp:  It’s All about Variants, HTR, V100 N3 (2007), p287
[6] Philip H. Towner: The Letters to Timothy and Titus, p8
[7] Reuben Swanson, New Testament Greek Manuscripts-Matthew-, p xii
[8] Maurice A. Robinson: Rule 9, Isolated Variants, and the Test-Tube 
[9] Michael W. Holmes: Editing the Bible p101 & Philip H. Towne: The Letters .., p8
[10] Michael W. Holmes: Reasoned Eclecticism.., p 792

30 يونيو 2014

نقد الزعم الكاذب للزميل - فادي اليكساندر



 (1)
 فادي اليكساندر  



هذا زعم كاذب
  


يعتبرالنقد النصي واحداً من العلوم الكتابية التي ظهرت حديثاً في العالم العربي، كان ظهورها بشكل اولي من خلال الكتابات التي توضح الاختلافات بين الترجمات المختلفة كدليل على التحريف. سريعاً ومع إمكانية الوصول الى صور المخطوطات على الإنترنت بدا واضحاً ان علم (النقد النصي) يتجه نحو حقبة جديدة من الدراسات بالعالم العربي.. أذكر تلك الضجة التي أحدثها كتاب (تحريف مخطوطات الكتاب المقدس) للأستاذ على الريس(1) كأول كتاب عربي يُظهر صور المخطوطات القديمة والتي تحتوي على فقرات او كلمات تختلف عن النص الذي بين أيدينا اليوم. خلال تلك الفترة فإن الأثار السلبية التي ظهرت من إستخدام المسلمين لعلم (النقد النصي) على إيمان المسيحي البسيط كان كبيراً وشديد التعقيد لدي البعض، الامر الذي تطلب حينها التصدي لتلك المشكلة.

واحدة من تلك الكتابات الدفاعية العميقة في هذا المجال من الطرف المسيحي كان مقال:
(التحريف والعصمة في ضوء النقد النصي – الجزء الثاني) للزميل (فادي اليكساندر).

المقال في جملتة جيد جداً ويحتوي على معلومات قد تهم القارئ المسيحي العادي الغير متبحر في النقد النصي، لكن كعادة كتابات الزميل (تحديداً) لا يخلوا المقال عن بعض الأخطاء العلمية والمنهجية بالإضافة الى بعض التدلسيات الفجة وقصر رؤيته على النظرة الاعتذارية فقط دون اعتبار ردود الأخرين !!
في عدد من التدوينات المختلفة سأقوم - بإذن الله تعالى - بإلقاء الضوء على نقاط هامة في مقال الزميل سواء بالنقد او بالتوضيح.


 William L. Petersen
 

نحن لا نعرف شئ عن النص الأصلي للأناجيل


يعد البروفيسور (ويليام بيترسين) -توفي عام 2006- من العلماء البارزين في دراسات دياتسرون تاتيان والكتابات الآبائية والنقد النصي، كما انه له عده مقالات شهيرة في النقد النصي من أشهرها:
1-     What Text Can New Testament Textual Criticism Ultimately Reach? (1994)

يقول الزميل (فادي) في مقاله المشار إليه والصادر عام (2009) اى بعد نحو ثلاثة سنوات من وفاة (بيترسين) مانصه: ص24
 

مبدئياً فإنه من المعروف للدارسين في علم النقد النصي ان العالم (بيترسين) كان من أوئل العلماء ممن نادوا بصعوبة تعريف مصطلح (النص الأصلي) في ضوء تطبيق النقد النصى على العهد الجديد[2]، ففي نفس المقال الذى أشار اليه الزميل (فادي) يتسائل العالم (بيترسين) قائلاً:[3]
(( هل نص "مرقس" الأصلي هو النص الموجود بمخطوطات القرن الرابع او القرون التالية؟ ام هو النص المُستعاد من خلال الإتفاقات الثانوية بين "متي" و"لوقا"؟ وكذلك أيها –لو كانت واحدة منهم- هي خاتمة "مرقس" الأصلية  من النهايات الأربعة المتوافرة؟ .... من الواضح انه حتى وبدون اعتبار للقراءات المنفردة فإن تحديد أي نص لـ"مرقس" هو الأصلي امر صعب إن لم يكن حتي مهمة مستحيلة.  )).

من تلك المقدمة للعالم (بيترسين) يمكننا إذا تحديد رؤيته الواضحه لتعريف مفهوم النص الأصلي، حيث يوضح أن تحديد نص إنجيل "مرقس" لا يبدأ من حيث القراءات النصية المختلفة بين مخطوطاته وإنما يبدأ من حيث تعريف نص إنجيل "مرقس" ككتله نصية واحدة. وهو الأمر الذى عبر عن معرفته إياه بالـ"مستحيل"، للدرجة التي جعلته هو نفسه يهمل محاولة توضيح رؤيته الشخصية لنص إنجيل "مرقس" الأصلي لقارئ مقالته !![4]
 
أما عن رؤيته الشخصية لنص إنجيل "مرقس" كنص المخطوطات المختلفة فقد عبر عنه في نهاية نفس المقال قائلاً:
(( يلاحظ ان تعريف كلمة النص "الأصلي" قد صارت الأن محسومة: أنا أستخدم مصطلح "الأقرب للنص الأصلي" على انها تعني أي استشهاد معترف به في الفقرات، بينما رؤيتي النقدية للنص "الأصلي" تعني فقط النصوص المتولدة بعد قيام "الوعي النصي"  لدي المسيحيين الأوائل بإنشاء نص مستقر. في الفترة بعد 180 ميلادي ))[5]

الزميل إذا لم يفهم قضية (النص الأصلي) لدي العالم (بيترسين) وكذلك من الواضح انه لم يفهم كذلك أيضاً قضية المقال نفسه !!

 فقضية مقال العالم (بيترسين) تنصب في خانة واحدة الا وهي المنهجية العشوائية للنص المٌستعاد بالنسخ النقدية أمثال نستل ألاند ونص اللجنة UBS. فالعالم (بيترسين) يري: (( بوضوح ان النص النقدي يقترب فقط من النص الموجود قريبا من بداية إستقرار التقليد المخطوطي بالأسكندرية او المحايد التنقيحي، او بدايات القرن الثالث ولا يحاول إستعادة النص "الأقرب للنص الأصلي" ))[6]
 
معللاً ذلك فى أن تلك النسخ النقدية تقوم فى محاولتها الوصول الى النص الأصلي المفقود بالإكتفاء بالوصول نحو نقطة واحدة في التقليد المخطوطي وهي العام 180م معتبرين ان النص قبل تلك الفترة كان سائلاً للدرجة التي تدني من قيمة الاستعانة به في محاولة الوصول الى النص المفقود.[7]، في سبيل تأكيده لذلك فإن العالم (بيترسين) قد حدد أمرين: 
-الأول منهما هو أهمال كافة النسخ النقدية لقراءات البرديات معتبرين إياها (( لا تقدم عرض حقيقى للنص "الأقرب للأصل" )) وإنما (( تعتبر مهمة عند بعض النقاد النصيين لأنها تقدم توسع للدليل المخطوطي لعائلات نصية خاصة – العائلة السكندرية او المحايدة- ))[8]،
-الثاني هو إهمالهم لشهادات الآباء النصية قبل تلك الفترة (180م) والتي يجب ان: (( نغتنم المصادر الآبائية ونأخذ شهادتهم بشكل جدي )) وذلك لأنه تلك النوعية من الشهادات سوف: (( تغير بشكل واضح شكل نص النسخ النقدية ))[9]

من هنا فإن السؤال الذى إقتبسه الزميل (فادي) من مقال العالم (بيترسين) لا يتحدث عن ضياع النص الأصلي وإستعادته بقدر ما يتحدث وببساطة شديدة عن سوء آليه تطبيق النقد النصي عند بعض العلماء في عدم الإستعانه بالمصادر المختلفة. ولهذا يقول العالم (إلدون ايب) عن الهدف من المقالة: (( الفكرة الرئيسية من مقالته -يقصد بيترسين- العمل بالتوازي مع تلك القضايا الخاصة، أعني، لو كان هدف النقد النصي للعهد الجديد هو إنتاج "النص الأقرب للأصل" إذاً فإنه من المفترض توظيف المصادر التي من شأنها تسهيل هذا الهدف ))[10]

بشكل أبسط فإن كلام العالم (بيترسين) عن نصوص النسخ النقدية قريب لحد كبير مما ظهر بعد ذلك بما يعرف باسم (النص الأولي) والذى يقصد به ذلك النص الذى نبعت منه التقاليد النصية الموجودة حالياً بالمخطوطات[11]
 
ولمزيد من التوضيح حول تلك النقطة -اعني هنا موقف (بيترسين) من الإقتباسات الآبائية والنص الأصلي- فإنه يتوجب علينا الإنتقال الى مقالين آخرين للعالم (بيترسين) وهما:

1-     The Genesis of the Gospels (2002)
2-     Textual Traditions Examined: What the Text of the Apostolic Fathers Tells Us about the Text of the New Testament in the Second Century (2005)

حيث يري العالم (بيترسين) أن أبحاث العلماء المستخلصة من دراسة كتابات الآباء الرسل تظهر: (( بوضوح ان الأغلبية العظمي من الفقرات الموجودة بكتابات الآباء الرسل والتي يمكن ان نري مثلها بالتوازي مع العهد الجديد بها إنحرافات عن نصوص النسخ النقدية الحالية المستعادة لنص العهد الجديد. يجب التأكيد على ان الأغلبية من تلك الإنحرافات ليست مهملة "كإختلافات في التهجئة او ازمنة الأفعال" وإنما هي كبيرة "سياق نصى جديد تماماً، تغييرات جوهرية، أو محذوفات، او خلط بين أفكار او فقرات مختلفة تماماً" ))[12]
بشكل أخر فإن العالم (بيترسين) يقر بحقيقة: (( في الأغلبية الساحقة من الحالات التي تتشابة فيها بالتوازي فقرات بالأباء الرسل مع النص الحالي للعهد الجديد فإنها تُظهر نصاً يختلف تماماً عما نجده الأن في النسخ النقدية الحديثة للعهد الجديد ))[13] 

وبما أن النص النقدي الذى تقدمه النسخ النقدية المتوفرة حالياً لا يقدم نصاً اقدم من العام 180م ولا يعتمد على دمج المصادر التي تعود إلى ما قبل ذلك خصوصاً من كتابات الآباء الرسل فإن العالم (بيترسين) يعترف: (( كي أكون صريحاً بشكل شرس، فإننا لا نعرف أي شيء عن الشكل الأصلي للأناجيل، بل واقعياً فأن السؤال عن هذا الأمر هو مشكوك فيه. هذا يؤدي الى الخاتمة التي لا مفر منها من النص الموجود بالنسخ النقدية اليوم هو في الحقيقة النص الذى يؤرخ بما ليس أقدم من 180م. نسخنا النقدية لا تقدم لنا النص المتوافر في 150م او 120م او 100م او ما هو اقل من ذلك 80م. ))[14]، معلقاً في الهامش بشكل أكثر وضوحاً قائلاً: (( أين، خلال سلسلة تطورات النص التي اوضحناها بالقرن الأول والثاني يمكن ان يوقف المرء العملية ويقول "هذا" هو "النص الأصلي"؟ المؤلف -يقصد نفسه- يقر بأن هذا مستحيل. ))

باختصار شديد كيف يقول الزميل (فادي) ان العالم (بيترسين) يقول بتوافر النص الأصلي في المصادر المتاحة والعالم (بيترسين) نفسه يقول:
(( نحن لا نعرف شيئاً عن نص الأناجيل في القرن الأول لأننا لا نمتلك دليل مخطوطي وقليل من الكتابات الآبائية. ))[15]

 من أين أتى بهذا الزعم الكاذب !!
 
-------------------------------------------
[1] لتحميل الكتاب:
 http://book.kalemasawaa.com/christianity/Textual_Criticism/tahreef_makhtootat.pdf
[2] Michael W. Holmes: What Text Is Begin Editied?, p106
[3] Petersen: What Text Can New Testament Textual Criticism Ultimately Reach?, p136 
[4] Michael W. Holmes: From “Original Text” to “Initial Text”, p639-n9
[5] Petersen: What Text ...?, p151-n54
[6] Ibid, p150-151
[7] Ibid, p148-149
[8] Ibid, p138
[9] Ibid, p151
[10] Epp: The Multivalence of the term “original text”, p260
 من الأخطاء -أو التدليسات- الطريفة بمقال الزميل (فادي) قوله ص54 [11]
 
في حين ان العالم (جيرد مينك) وهو أول من قدم عرض تقديمي عن النص الأولي ونظرية:
 Coherence-Based Genealogical Method 
 يقول في مقاله: Problems of a Highly Contaminated Tradition مانصه ص25: (( النص الأولي لا يتطابق مع النص الأصلي، نص المؤلف. بين الأصل والنص الأولي تغييرات معتبرة قد أخذت مكانها لكنها لم تترك أثر واحد في التقليد النصي المتاح. حتي ولو لم تكن تلك القضية، فإن الإختلافات بين الأصل والنص الأولي يجب ان تؤخذ في الحسبان. )) 

[12] Petersen: Textual Traditions Examined , p33
[13] Ibid, p34
[14] Petersen: The Genesis of the Gospels , p62
[15] Ibid, p53-54