19 مارس 2010

الجريدة النقدية العدد الثالث : مارس 2010

الجريدة النقدية والنقد النصي !!

بسم الله الواحد الأحد والصلاة والسلام علي الرسل أجمعين


لا شك ان هذا زمن " النقد الكتابي " ، ربما هي كلمات من البساطة بحيث يمكنها التعبير بمصداقية كبيرة عن حال الحوار الإسلامي المسيحي في الوقت الحالي.

فبنظرة سريعة يمكننا إكتشاف أثر النقد الكتابي في طبيعة الحوارات المتبادلة ، فتقريباً لا يوجد منتدي سواء أكان مسيحياً او إسلامياً إلا وقد أوفر جانباً من مكوناتة الي مادة " النقد النصي ".

إلا انه وعلي الرغم من ذلك فلا يظل ذلك العلم بطياته وتأثيراته الحقيقية بعيداً كل البعد عن العامة.

فلا يزال هناك من يعتبر ان الإختلافات بين المخطوطات ماهي الا مجرد أختلافات لا قيمة لها ، ولا يزال هناك من يلهثون خلف الكلمات الرنانة من نوعية " آلالاف المخطوطات " , " النص الأصلي " وغيرها.

ولذا فإن تركيزنا خلال هذا العدد كان منصباً علي التطبيقات الفعليه للنقد النصي وتوضيح الأساليب والخطوات العلمية التي يتبعها علماء النقد النصي في تحديد صحة قراءة من عدمها.

في هذا العدد نواصل الحقيقة التي بدأناها بالعدد الأول والتي تثبت ان هذا ليس كتاباً مقدساً وإنما هو في الحقيقة كتاباً بشرياً يحمل كل الملامح البشرية الخالصه من أخطاء نسخيه وتاريخيه تثبت ان ان هذا الكتاب كتبه بشر ونقله بشر وزاد عليه بشر وانقص منه بشر وغير فيه بشر حتي وصل الينا منتجا بشريا صافيا مائة فى المائة.

فبعد مقدمة العالم " إيرمان بارت " بالعدد الأول ننتقل الي مقدمة أكثر إحترافيه للعالم الشهير " جوردون دي في " والذي يُعد واحداً من أشهر علماء النقد النصي حالياً ، نتعرف من خلالها علي نبذات مختصره لتاريخ الإنتقال النصي للعهد الجديد خلال مراحله المختلفة من النسخ اليدوي الي الطباعه مروراً بمرحلة النص النقدي ومعلومات مفيدة عن أشهر وأهم النسخ النقدية الموجودة حالياً.

ومن مقالة دكتور " ميشيل د. مارلو " عن نص الأغلبية وإختلافات نص الأغلبية عن النص المُستلم ننتقل الي المرحلة النقدية الحديثة في نقد نص الأغلبية القائم علي النص المكتسب من أغلب المخطوطات اليونانية وذلك من خلال شرح أوجه القصور والعيوب التي منعت أغلب علماء النقد النصي من الإعتماد علي قيمة المخطوطات ككمية في سبيل تقريرهم لصحة قراءة من عدمها وذلك من خلال مقالة " نظرة نقدية في مقولة دع الأرقام تتحدث ".

ومن عقلنة الفوضي وتاريخ الإنتقال الضائع لنص العهد الجديد نطرح القضية الغائبة عن عامة المسيحيين ألا وهي حقيقة موت المسيح في ضوء أقدم مخطوطات العهد الجديد ، وهل حقاً كانت الكنيسة في تاريخها القديم تؤمن بأن يسوع قد مات بطريقة أخري غير الصلب ، وهل حقاً الخلافات النصية لا تؤثر علي سلامة الإيمان المسيحي ام ان هناك إختلافات تنهي علي تلك الأسطورة من جذورها بل وتثبت ان الكنيسة لم تبني في جوهرها علي صلب المسيح.

وأخيراً فمن خلال تحليل نقدي لكتابات واحداً من أشهر آباء الكنيسة وهو الأب متي المسكين فإنه بإمكاننا التأكيد علي ان الكنيسة القبطية لا تزال بعيده كل البعد عن النقد النصي ولا تزال كتابات آباءها مفعمة بالأخطاء العلمية والنصوص التي تُعد الأن في العلم النقدي علي انها مجرد إضافات مزورة لنص العهد الجديد.

هذا العدد هومعلومة أكاديمية حقيقية تحمل كل صفات الأمانة بدون غش أو تدليس ليستفيد منها كل باحث عن الحق ولكل مدافعاً عنه ، سائلين الله عزوجل ان يتقبل منا هذا العمل خالصاً لوجه وان يكون سبباً في هداية الناس.

د.حسام أبو البخاريANTI -) ) : طبيب بشري وباحث فى مقارنة الأديان

أيمن تركي (أنا مسلم) : باحث في مقارنة الأديان

ليست هناك تعليقات: