22 أكتوبر 2012

النقد النصى وأثره فى الإيمان المسيحي


 Wieland Willker 


تخيل تداعيات وجود هذه الكلمات فى الكتاب المقدس اليوم



 هذه التدوينة جزء من تدوينة: هل مات يسوع مقتولاً؟ نظرة ثانية ( هنا )

بدء "شمس" مقاله بديباجه ملخصها بإختصار ان النقد النصى لا يؤثر على العقيدة المسيحية لأنه وفقاً لـ "بروس متزجر" -والذى لقبه "شمس" بلقب "عميد النقد النصى فى القرن العشرين"- لا توجد اى عقيدة مسيحية معرضة للخطر بسبب القراءات النصية.

بالطبع هى ديباجه حالمه من "شمس" وتوضيح سلبياتها من ابسط ما يكون ومن خلال علماء النقد النصى أنفسهم.

يقول الأنبا شنودة الثالث فى كتابة بدع حديثة ص177 تحت عنوان كبير (خطورة النقد الكتابى) ما نصه:
(( بعض مُدرِّسِي الكتاب والوعّاظ في بلاد الغرب يجعلون أنفسهم قوّامِين على الكتاب الـمُقدَّس: يُراجِعون ألفاظه, كما لو كانوا عُلماء في اللغة, وينتقدون ما يشاءون, ويحذفون ما يشاءون ! كما لو كان الكتاب خاضعاً لعقولهم ! وليست عقولهم هي التي ينبغي أن تخضع للكتاب .. كما أنهم جعلوا بعض أجزائه أقل أهمية من غيرها ! ونحن لا نقبل منهم هذا الوضع ولا نُوافقهم عليه. أما أن ينتقل بعض من أفكارهم إلى داخل كنيستنا, فأمر عجيب ما كنا ننتظره إطلاقاً. وسنضطر إلى مُواجهته, حتى لا ينتقل إلى البسطاء الذين قد يقبلون ما يُقدَّم لهم من فكر دون فحص ))

بالطبع فإن هاجس تأثر الكتاب المقدس بالنقد الكتابى كان هو المسيطر بلا شك على فكر الأنبا شنودة فى معرض تسطيره لتلك الكلمات ... إنه الهاجس الذى دفعه للرد على الأب متى المسكين قائلاً ص181 (( إنما الذى يتعب الضمير، هو التشكيك فى الإنجيل بحذف جزء منه، مع التشكيك فى كل ما يشبه هذا الجزء المحذوف!! ))

نعم هى المشكلة ذاتها التى تادى بها من عشرات السنين العالم " سالمون " قائلاً:
(( نتائج النقد الحديث ستكون عبارة عن حذف العديد من الفقرات التى كانت تقدس بإجلال خلال العديد من القرون ))
Some Thoughts on the Textual Criticism of the New Testament, p8

لقد كان حذف خاتمة مرقس سبباً عند الأنبا شنودة لوصمه على انه "تشكيك فى الإنجيل"، إن فعل الحذف هنا إرتبط عند البابا بالتفسير على انه تشكيك لكنه بالطبع ليس بالضرورة له نفس الصورة القاتمة عند البعض او على الأقل الطرف الأخر.

ففى الوقت الذى يخبرنا فيه علماء المسيحية بأنه: (( وفقاً لأغلب النقاد النصيين فإن أصل إنجيل مرقس لم يكن يحوى النهاية الطويلة (9/16-20) وأصل إنجيل يوحنا لم يكن يحوى قصة المرأة الزانية ))
Evangelicals & Scripture: Tradition, Authority and Hermeneutics p103

إلا انهم بالمقابل يخبروننا بأن عدم وجود مثل هذه الفقرات بالإنجيل لا يعطى لهم مجالاً واسعاً للشك كما هو الحال عند الأنبا شنودة، بل ان الأمر لا يؤثر من قريب او بعيد فى صميم العقيدة المسيحية عندهم فحتى لو أقررنا بضياع خاتمة مرقس فإن الأمر لم ولن يُزعزع إيمانهم !!

العالم "داريل بوك" يطمئننا قائلاً: (( نقطة واحدة أخيرة بحاجة للتوضيح. مهما كانت رؤية الفرد بهذا الشأن -يقصد خاتمة مرقس- فإنه ليست هناك تعاليم رئيسية من الإيمان المسيحيى مرهونة برؤيتك المختاره. بشكل أوضح لو أعتبرت النهاية الطويلة هى الأصل إذا فإن كل شئ قد تم تعليمه. إما لو كانت النهاية القصيرة فإنها تقدم مشاكل اكثر فى ضوء إحتمالية ضياع جزء من الكلمة. نعم هذا ممكن، لكن على الوجه الأخر للعملة فإن أغلب ماهو ضائع قد تم التأكيد عليه فى النصوص التى لا يعتريها الشك. المفيد والمهم بتلك المشكلة هو الا نفسح مجالاً للشك أكثر مما يستحق. مهما كان إختيارنا سواء أكان النهاية الطويلة او القصيرة فإنه يجب ألا يغير بشكل ملحوظ إيماننا. ))
Perspectives on the Ending of Mark: Four Views p141

ماالذى يعنيه هذا؟
ما يعنيه وببساطة ان قول اى عالم من علماء النقد الكتابى حول ان النقد لا يؤثر على تعاليم او عقائد المسيحية فإنه ينبغى عليه أولاً ان يوضح لنا عن اى تعاليم او عقائد تتحدث.... فما يؤمن به الناقد ليس بالضرورة يعبر عن إيمان الكنيسة او غيره بل هو فى الحقيقة تعبيره عن إيمانه الشخصى الذى قد يُعد هرطقة أصلاً.
فالإختلافات النصية التى لا تؤثر على إيمان الناقد النصى ليست بالضرورة لا تؤثر على إيمان غيره.

فهل مثلاً ستؤمن الكنيسة القبطية ونجدها يوماً من الأيام تتحدث عن أن خاتمة مرقس او حتى قصة المرأة الزانية الموجودة بنسخة الفاندايك غير أصلية وفقاً لأبحاث العلماء وتقرر مثلاً حذفها... هذه تخيلات ولا يجب علينا ان نتمادى بها لأن عصمة الكتاب المقدس جزء أصيل من صلب العقيدة المسيحية. 
فهل الكنيسة على استعداد تام للإقرار بأن جزء من الكتاب المقدس قد ضاع ؟ الإجابة ببساطة " لا "
ام هى على استعداد لإقرار عدم المبالاة من إيمان البعض بضياع جزء من الكتاب بإعتباره امراً لا يتعارض مع تعاليم المسيحية؟ الإجابة كذلك وبنفس البساطة " لا "

من هنا فإنه يجب علينا ان نفهم ونتأمل قول "بروس متزجر" عن عدم أهمية الإختلافات النصية على الإيمان المسيحي.
فما يؤمن به "بروس متزجر" لا يؤمن به "شمس" ولن يؤمن به ولن تؤمن به كذلك الكنيسة.

والسبب بسيط لأن عقيدة "بروس متزجر" فى الكتاب المقدس يمكن تلخيصها فى كلمتين فقط: لا (عصمة) لا (وحى)
فى العدد الأول من الجريدة النقدية كنت قد أشرت فى مقال "النقد النصى وأثره فى تعريف الوحى والعصمة" الى أهمية الوحى الحرفي وبالتالى العصمة الحرفية عند الكنيسة من خلال الإستشهاد بعدد كبير من كتابات رجال الكنيسة القبطية وغيرها.

العالم "بروس متزجر" لا يؤمن لا بالوحى الحرفى ولا يؤمن بالعصمة الحرفية بل هو صريح فى إيمانه من ان كتبة الإنجيل قد يخطئون فى بعض البيانات التى يكتبونها فضلاً عن أن المصادر التى يعتمدون عليها فى كتابة إنجيلهم قد تحتوى معلومات خاطئة -فأين هو دور الوحى إذاً ؟! - .

وإلى القارئ الدليل:
( متي7/1-8 ) حيث يقول النص وفقاً لترجمة الفاندايك: (وَأَبِيَّا وَلَدَ آسَا. 8 وَآسَا وَلَدَ يَهُوشَافَاطَ.)
إلا انه بدلاً من (آسا) فإن علماء النقد يفضلون قراءة (آساف)، والتى تعد خطأ لفظى لكلمة (آسا)، "بروس متزجر" كان ممن يقرون بذلك بل وأكد  ببساطة انه لا توجد أسباباً تجعلهم يفضلون قراءة (آسا) على قراءة (آساف) موضحاً أنها خطأ من الإنجيلى نفسه: (( الإنجيلي ربما اتخذ شجرة الأنساب من مادة مُشتقة، ليس من العهد القديم مباشرة، لكن من قوائم أنساب لاحقة والتي وقع فيها خطأ التهجي ، اللجنة لم تري سبباً لإختيار ما يبدو أنه عملية تصحيح من الناسخ لنص " متي " ))
A Textual Commentary on the Greek New Testament p1

هل تؤمن الكنيسة او يؤمن "شمس" بأن الإنجيلى يمكن ان يخطئ ؟ طبعا الإجابة معروفة " لا "

لنقارن إذاً قرار "متزجر" مع بيان القس "شنودة ماهر إسحق" حول ضرورة الإعتراف بعصمة الإنجيلى قائلاً:
(( لا يكفي فقط أن نقرر بأن الكتاب موحي به وله سلطان ، وإنما لا بد ان نعترف أيضاً بأنه منزه عن الخطأ ومعصوم. ونعني بذلك أنه بدون أخطاء في مخطوطاته الأصلية. فهو منزه عن الخطأ في كل ما يؤكده، سواء كانت هذه أموراً تاريخية أو علمية أو أخلاقية أو عقائدية. والتنزه عن الخطأ يمتد إلي الكتاب كله، ولا يقتصر علي تعاليم معينة في الكتاب . ))
الكتاب المقدس اسلوب تفسيره السليم وفقا لفكر الاباء القويم – شنودة ماهر ( إميل ماهر سابقاً ) ط1 ص43

إن الأمر لا يقتصر على مثال بل يتمد جنباته الى الكثير من الأمثلة:

يتبقى لنا فى هذه النقطة ملحوظة ألا وهى توضيح الفارق بين:
كون التعاليم او العقائد مبنيه على قراءة مختلفة وكونها مبنية على قراءة مخالفة ... فإنه يجب علينا التفرقة بين مختلفة ومخالفة.
فمختلفة يقصد بها ان القراءة التى بمتن النص قد تختلف مع قراءة أخرى لها تعاليم أخرى إلا ان تلك القراءة لم تدخل حيز الصحة والقبول لدى علماء النقد النصى وبقى النص بالمتن عندهم موافقاً لتعليم معين (مثال حالتنا النصية هنا بمتى 27-49).
أما المخالفة فيقصد بها ان القراءة التى دخلت حيز القبول وطبعت بالمتن لها طابع خلافى مع تعاليم معينه (كمثال آساف بمتى 1-7/8 و ابنته هيروديا بمرقس 6-22).

الخلاصة:
* يقر معظم علماء النقد النصى اليوم بأن أغلب الإختلافات النصية سواء أكانت متعمده او غير متعمده تمت خلال القرن الثانى.
* يقر الكثير من علماء النقد النصى اليوم بأن هناك قراءات تم التخلص منها لأنها ( لم تعد مقبولة لاهوتيا).
النقد الكتابى كمجمل وكحقل النقد النصى تحديداً له تأثير حقيقى على تعاليم مسيحية كثيرة أبسطها عصمة ووحى الكتاب المقدس.
وذلك من باب أقرار علماء المسيحية أنفسهم، حيث يقول "جيمس بورلاند" :
(( علم النص السائد يمكن أن يُستخدم وهو يُستخدم في إنكار عصمة الكتابات الأصلية ))
Re-Examining New Testament Textual-Critical Principles p502

وكنتيجة لذلك فان علماء النقد النصى أنفسهم يقرون بأنه لا يمكن لأحد ضمان عدم تأثير النقد النصى على إيمانه.
ولنا من كلام العالم "كينث كلارك" الدلاله الحاسمة على ذلك:
(( من المستحيل على اى باحث ان يقدم تأكيداً لأى مسيحي من ان الدراسات النصية لن تؤثر على معتقداته حتى ولو للأفضل ))
The Theological Relevance of Textual Variations JBL 85 (1966) p5

ما يعنينا هنا بتلك التدوينة هو التأكيد على ان قضية طعن يسوع بالحربة بإنجيل متى وبدون اى نقاش او إختلاف لها تأثير كبير على الإيمان المسيحي، فمن يؤمن بصحة تلك الفقرة من العلماء لم يعد بالضرورة يؤمن بنفس الفكر اللاهوتى المُسلم به داخل الكنيسة، إنه ببساطة يؤمن بأن يسوع مات مقتولاً وان الأناجيل قد تتضارب شهادتها.

ويكفينا هنا ترديد مقوله " Wieland Willker " والتى تقول:
(( تخيل تداعيات وجود هذه الكلمات في الكتاب المقدس اليوم! ))
A Textual Commentary on the Greek Gospels – Vol. 1 Matthew – TVU 317


هل مات يسوع مقتولاً؟ نظرة ثانية

Markus Bockmuehl 
&
 Michael B. Thompson 

تقليد الطعنة بالحربة هو جزء أصيل بإنجيل متى




 منذ مايقرب من عامين تقريباً كنت قد كتبت مقالاً عن تقليد نصى بإنجيل متى -ثابت- بأقدم وأفضل المخطوطات اليونانية مفادة ان يسوع قد مات ليس وفقاً لتبعيات الصلب وإنما قد مات وفقاً لطعنة من أحدهم بجانبه. يمكن مراجعة المقال ( هنا )
خلال تلك الفترة وحتى يومنا هذا لم يرد إلا مقال واحد فقط معنى بالرد على مقالتى. هذا المقال قديم بعض الشئ وراجع لمن يُسمى بالدكتور "هولى بايبل". اليوم قدم لى احد الأخوة مقالاً اخر لشخص يتوهم فيه الرد على تلك المشكلة النصية، هذا المقال راجع لشخص كان يُدعى او يُلقب بـ "شمس" يزعم كعادة كل نصارى البالتوك والمنتديات انه كان مسلماً حتى ليخيل للمرء ان كل نصارى مصر كانوا فى الاصل مسلمين !!

الحقيقة ان كلا المقالين متفاوتين شكلاً وموضوعاً ولكنهما للأسف يتفقنا فى مبدأ عدم المعرفة.

فإذا كان مقال "هولى بايبل" سيئ لدرجة كبيرة ولا يتمتع بأى شكل من أشكال ابجديات البحث العلمى ، بل هو على النقيض يعج بكافة أشكال الأكاذيب والخداع والغش الصريح بشكل يُسقط مقاله رأساً كما بينا ( هنا )، فإن بحث "شمس" لا يقل سوءاً عنه بل بدا واضحاً ان "شمس" يقدم مقالاً لا يعرف أصله غيره فلا توجد إشارة الى من يرد عليه بمقاله ولا توجد حتى إشارة الى إعتراضات الرأى الأخر، لقد بدا واضحاً ان مقال "شمس" أحادى الواجهه ليس معنياً بمقال أحد ولا بما يقوله غيره، بل هو يقدم لنا ما يؤمن هو به سواء أكان الأمر مقنعاً او غير مقنع، السبب الوحيد الواضح فى ذلك ان هناك تساؤلات ونقاط فى صلب الموضوع ليس لها عند "شمس" او غيره اى رد او حتى تعقيب.

لذا فإن ردى فى الأساس لن يزيد عن تعليقات محدده على نقاط معينه فى مقال "شمس" نظراً لأن النقاط الأساسية فى مقالى ( هنا ) لم يرد عليها الزميل بل لنكن أكثر وضوحاً لم يقترب منها أصلاً !!
بل الذى يثير إستغرابى هو انه كرر نفس الكلام الذى ذكرته فى مقالى ورردت عليه إلا أنه إكتفى بما ذكرته ولم يتطرق للرد على ردودى نفسها وكأن احداً لم يقل شيئاً !!!

تعليقاتى سترتكز على النقاط التاليه بإعتبار انها مواضع تصلح للنقاش وليست بالضرورة ترتبط فقط بالموضوع:
2- الشواهد النصية للفقرة وتحليل (تخمينات) ظهور الفقرة بالمخطوطات فى كتب المعلقين.
3- أهمية شهادة سيرفيرس الأنطاكى وهل حقاً هى شهادة لها ثقل أصلاً فى القرار النصى المتعلق بالفقرة.
4- هل هناك قيمة حقيقية لموافقه موضع الفقرة بيوحنا من الناحية الطبية؟ ومدى علاقة ذلك بوجودها فى إنجيل متى.

تلك التعليقات سأقوم بإذن الله بنشرها فى المدونة تباعاً ثم أعود الى تلك التدوينة لإضافة الروابط.

ماأود ان ألفت نظر القارئ سواء المسيحي او المسلم إليه هو ان تلك المقالات سواء من "هولى بايبل" او من "شمس" تُظهر بشكل واضح عدم معرفة القوم بأهم فرع من فروع دراسة الكتاب المقدس ألا وهو النقد الكتابى.
بل ما يجب ان ننتبه إليه جيداً كيف كان يتم تزييف الحقائق قديماً وحديثاً ولا غرابة فالنسخة الأصلية لإنجيل القديس متى عند القوم وجدت فجأة مكتوبة فى " large lettersومدفونه مع جثة برنابا الرسول !!!

ان الحقيقة التاريخية كما بينا مسبقاً وسنبين أكثر تؤكد ان المسيح يسوع قُتل على الصليب وفقاً لتقليد إنجيل متى.

15 أكتوبر 2012

دقة النص الماسورى

Eugene Ulrich


النص الماسورى ليس هو النص الأصلى





يعد العالم " Eugene Ulrich " واحداً من أشهر علماء النقد النصى للعهد القديم ولا تكاد تذكر مخطوطات قمران إلا ويذكر معها نظراً لما له من إسهامات كثيرة فى إثراء مكتبة الباحثين بكافة المعلومات عن تلك اللفائف المكتشفة.
فضلاً عن كونه واحداً من المشاركين الثلاثة فى المشروع العالمى لنشر نصوص مخطوطات قمران تحت إشراف العالمين الشهيرين: " Emanuel Tov " و " John Strugnell " ، وكذلك فهو عضو بلجنة إصدار نسخة " New Revised Standard Version " .

يقول " Eugene Ulrich " فى مقاله " The Evolutionary Composition Of The Hebrew Bible " ماترجمته:

(( 2.8 طبيعة النص الماسورى:
قبل إكتشاف اللفائف -يقصد مخطوطات قمران- فإن رؤية العلماء للنص الماسورى والسبعينية والسامرية كانت بإعتبارهم ثلاثة أنواع نصية رئيسة. بأغلب كتب الكتاب المقدس فإن النص الأساسى للسبعينية كان يقارن ببساطة مع النص الماسورى كعينة محجوزة للحكم عليها ضد النص الماسورى المفترض صحته. لكن الأن بمقدورنا التركيز بوضوح أكثر وتقديم تقييمات أكثر دقة. العلماء اليوم يدركون بوضوح ان النص الماسورى ليس هو النص الأصلى او " Urtext " للكتاب المقدس العبرى وفى الحقيقة فإنه لا يُعد " نصاً " على أيه حال. هو مجموعة مختلفة من النصوص - أنواع مختلفة من النصوص لكل كتاب على حده - كل منها هو ببساطة نسخة واحدة من عدة تحريرات لتلك الكتب والتى كانت منتشرة أواخر عهد الهيكل الثانى بالدوائر اليهودية.
النص الماسورى ليس هو "النص الأصلى" وإنما هو بالأحرى مجرد جمع لنصوص باللغة الأصلية والتى كانت محفوظة - بعيداً عن الدوائر السامرية - منذ القرن الثانى للعهد المسيحى. علاوة على ذلك فإن النص الماسورى والسبعينية والسامرية ليست ثلاثة نصوص رئيسية بل هى مجرد نماذج مخطوطية، كل نسخه تقدم شكل اكثر او أقل دقة لواحدة او اخرى من تلك التحريرات المتاحة لكل كتاب. وهكذا فإن النصوص الماسوريتية يجب ان تحاكم على قدم المساواة مع ووفقاً لنفس المعايير التى تحاكم بها السبعينية والسامرية وقمران والترجمات القديمة وكل النصوص الأخرى، كلمة بكلمة. لعل هذا يمكن أن نتسائل عنه بشكل أوضح للغاية: إذا كنا نشعر بالرضا نحو الخاتمة من أن الترجمة اليونانية الأصلية لم تعد متاحة ولا يمكن الوصول إليها إلا من خلال النسخ النقدية المنشورة، فلماذا نشعر بالتردد نحو قبول ان الأصل العبري لم يعد متاحاً إلا من خلال النص النقدى المنشور؟ وهكذا فإنه يتعين علينا محاولة إنتاج نص نقدى للكتاب المقدس العبري، ولذا فإن جهودنا الحالية تتجة إلى إنتاج نسخ من الكتاب المقدس العبرى. ))

p37
John Kloppenborg & Judith Newman
Editing The Bible - Assessing the Task Past and Present

8 أكتوبر 2012

عصمة العهد القديم

دانيال والاس


هناك مواضع بالعهد القديم لا نعرف الكلمات الأصلية بها





(( السبب الثانى لمجادلتى ضد نظرية العصمة (الحفظ) ، والتى تعد بالمناسبة نظرية غير قديمة - حيث ذكرت لأول مرة ضمن إعترافات  Westminster  بالقرن السابع عشر - هو انها لا تصلح للعمل مع العهد القديم. هناك ببساطة مواضع بالعهد القديم لا نعرف ما هى الكلمات الأصلية بها، وعلينا ان نتحرك نحو التخمين الحدسى بدون اى اسس نصية لنقول:- (نحن نعتقد انها تقول هذا هنا لكننا غير متأكدين). قبل إكتشاف مخطوطات البحر الميت كانت هناك الكثير من المواضع التى كان النص بها نتاج تخمين حدسى ثم ما لبث ان رفع عن العديد منها بمجرد إكتشاف تلك المخطوطات. لكن لا يزال هناك الكثير من المواضع -تركت كما هى- فى العهد القديم. انا لا اريد ان أكون مركونى الفكر وأزعم ان العهد الجديد اكثر إلهاماً من العهد القديم او ان العهد الجديد موحى به بينما القديم لا. انا اعتقد ان هذا مفصوم. )) 


The second reason I would argue against the doctrine of preservation,which, by the way, is not an ancient doctrine (the first time it is mentioned is in the Westminster Confession in the seventeenth century!),is that it does not work for the Old Testament. There are places in the Old Testament where we simply do not know what the original wording was, and we have to move to conjecture without any textual basis to say, “We think it said this here, but we’re just not sure.” Before the Dead Sea Scrolls were discovered, there were several places that were the product of conjecture and many of them were cleared up once the scrolls were discovered. But there are still several places left in the Old Testament. I don’t want to be bibliologically Marcionite and claim that the New Testament is more inspired than the Old or that the New Testament was inspired while the Old was not. I think that’s schizophrenic.

من التفريغ النصى لحوار دانيال والاس مع ايرمان بارت وذلك من كتاب:
The Reliability of The New Testament, Robert B. Stewart, p52

اللامنطقية فى الحوار الإسلامى المسيحى


جيروم وإقتباس القديس مرقس

منطقية الأمانة عند "مولكا"

تعد مشكلة الإقتباس الموجود ببداية إنجيل مرقس والمعنون بإسم النبى إشعياء رغم ان شطره الأول ليس من إشعياء وإنما هو من ملاخى هى واحده من المشاكل النصية الشهيرة بين علماء النقد النصى ، مشكلة هذا الإقتباس ذات ابعاد متشابكة ما بين فساد نصى وتاريخى مروراً بآليات النقد النصى الحديث ومدى فاعليتها فى تفسير كيفية وقوع الإختلافات النصية بين "إشعياء" و "الأنبياء" وتقديم الإجابة على السؤال النمطى حول متى وكيف ولماذا ومن حرف الكتاب المقدس.

فى إطار قراءتى للإختلافات النصية بإنجيل مرقس حول تأصيل مفهوم الفساد بالمخطوطات فإن من الأبحاث (او لنكن اكثر وضوحاً يقال عليها ابحاث) التى وقعت بين يدى كانت رد "مولكا" على البحث القوى للزميل "التاعب" والذى قدمه بعنوان: "التفسير والنقد النصي يؤكدان عصمة ووحي وثبات الكتاب المقدس".
كان الزميل "مولكا" قد قدم قبل هذا العنوان تعريف البحث قائلاً: " دراسة مبسطة حول إفتتاحية بشارة القديس مرقس الرسول (مرقس 1: 2-3) والرد على الشبهات المتعلقة بهذه الآبيات فى الجانب النصية والجانب التاريخي وجانب عصمة كتبة الوحي والتفسير الصحيح للآيات المقدسة"

خلاصة البحث كانت نقل مسطرة لـ 80% (فى الواقع أكثر من 90%) لبحث الأخ التاعب و"مولكا" نفسه اقر بذلك ص18
بالإضافة الى 14 صفحة عن الإسلاميات !!! اى ما يقرب من 24% من إجمالى البحث ذاته (59 صفحة إذا لم نهمل المقدمات والفوارغ والصور)
ببساطة 80% هو أصل بحث الزميل "التاعب" منقول كما هو حرفياً و 24% إسلاميات .... ماالذى كتبه "مولكا" اذاً ؟!

بعيداً عن تحليلات "مولكا" الضعيفة جداً كما سأبين إن شاء الله فى وقتها وبعيداً عن الأخطاء الحقيفة سواء أكانت (نقلاً او رداً) والتى وقع فيها فإن الغرض من كتابة هذه التدوينة هو التعليق على نقطة هامة أثارها "مولكا" فى معرض تعليقه على بعض كلمات للزميل "التاعب".

حيث يقول "مولكا" ص43 ما نصه:

واقعياً فإنى قد حاولت جاهداً فهم الرابط بين (البلوى) عند "مولكا" والمقصود بها علم الرجال وبين ما نحن نتحدث فيه !! ... لكن خلفيات واقع الحوار مع المسيحيين تفيد دوماً بأن ميل المسيحى الدائم الى حشر "الإسلاميات" فى ردوده تعنى بالضرورة انه لا يجد ما يقوله.
فعلياً فإن إعتراض الزميل "التاعب" كان كالحجر الكبير الذى قذف فى ماء النقد النصى الراكد ... فإذا كان القديس جيروم يعتبر قراءة "إشعياء" من فعل النساخ فلماذا هى ثابته فى ترجمته الفولجاتا بدون خلاف يذكر؟

رد "مولكا" اللامنطقى كان هو السبب فى هذه التدوينه ...
فـ "مولكا" إعتبر التناقض بين إنكار القديس جيروم لصحة قراءة "إشعياء" وبين إثباته لها فى ترجمته هو دليل:
1- الأمانة 
2- الوضوح والشفافية
3- الصيانة والحفظ - عدم التحريف -

وما أغربها من (خزعبلات) خصوصاً البند الثالث من إعتبار ان إقدام القديس جيروم على تغيير قراءة "إشعياء" الى "الأنبياء" التى من المفترض انه يعتبرها القراءة الأصح (وهذا لا دليل عليه)  هو نحريف للنص وطبعاً القديس جيروم لم يقوم بذلك لأنه أمين فى نقله!!!

بداية فإن اى طالب علم فى الدراسات الكتابية بعلم جيداً ان نسخة الفولجاتا ليست مجرد ترجمة نقليه كما يزعم "مولكا" وإنما هى نسخة تنقيحية كما اقر بذلك القديس جيروم بنفسه فى مقدمته للأناجيل قائلاً: - Jerome's Preface to the Gospels
(( لو كان الإيمان مداره على الترجمة اللاتينية ، فعليهم ان يخبرونا عن ايها، لأنها كثيرة كعدد الكتب. على كل الأحوال فلو كانت الحقيقة هى البحث خلال الكثرة فلما لا نعود الأن الى الأصول اليونانية لتصحيح هذه الأخطاء والتى اما خطأ من المترجمين او من المراجعات الخاطئة لغير المهرة او من خلال النساخ النائمين إما بالإضافة او بالتغيير؟ ))

  وفى موضع أخر يتحدث عن ترجمته على انها نتاج إستعادته للشكل الموثوق من الأصل اليونانى حيث يقول: 
Letter of St. Jerome to Lucinius 71:5
(( The new testament I have restored to the authoritative form of the Greek original ))


وعلى ذلك فإن كلام القديس جيروم عن خطأ النساخ فى تلك الحالة غير معتبر لأنه لو كان يملك مخطوطات بين يده تحوى قراءة "الأنبياء" لأثبتها فى نصه لأنه لا يقدم ترجمة حرفية ولكنه يقدم نص تصحيحى لأخطاء النساخ والمترجمين ... فكيف يقر خطأ الناسخ ويعترف به ثم يثبته ببساطة فى نصه إذا كان لديه فعلاً ما يفيد بعكس ما نص عليه !!


الأمر الثانى ألا وهو ان القديس جيروم لم يشر أصلا الى وجود قراءة "الأنبياء" بل يجب ان نضع إحتمالين لا ثالث لهما وهو ان تخطئه القديس جيروم لقراءة "إشعياء" مداره على ان الإقتباس لا يوجد به فى الأصل إسم نبى ولا إشاره الى الأنبياء او ان الإقتباس كان بإسم "ملاخى" ثم عدله النساخ الى "إشعياء" لشهرة الأخير.
حيث ان كلام القديس جيروم نفسه يشهد وبقوه الى انه لم يكن يتحدث عن قراءتين امامه وإنما يتحدث عن قراءة وتفسير وجود هذه القراءة .. ففى تعليقه على انجيل متى أشار بشكل اوضح الى رايه الشخصى فى تلك القضية النصية قائلاً:
(( رأيى هو إما ان إسم إشعياء إضيف من قبل النساخ بالخطأ او على الأقل انها وحده واحده تم إنشاءها من عده شهادات نصية. إقرا المزمور الثالث عشر لترى هذا المعنى ))


وهو ما يعنى ان القديس جيروم لم يكن يملك اى ادله حقيقية بين يديه تشير الى عدم صحة قراءة "إشعياء" ، فلا هو أشار الى وجود قراءة اخرى باى مخطوطات على الإطلاق كما هو حال اشارته الى المخطوطات من حيث الكمية والزمنية فى تعليقاته النصية - يراجع Explicit References in the Works of Jerome to Variant Readings - ولا هو اوضح سبب طرحه لنظرية خطأ النساخ ، خصوصاً وان هذه النقطة تحديداً تهدم بقوه مقوله "مولكا" : مقتنع تمام الإقتناع، فمقوله القديس جيروم عن خطأ النساخ ليست من قناعته الشخصية وإنما هى منقوله عن يوسابيوس القيصري فهذا الرأى فى الأصل هى رايه !!

الأمر الثالث والأهم هو ان نفهم سبب رد القديس جيروم من الأصل وما هى رؤيته الحقيقية فى مثل هذه المشاكل وأعنى هنا مشاكل الإقتباسات النصية من العهد القديم لدى كتبة العهد الجديد.
سواء أكان فى رسالته الى pammachius او فى تعليقاته على إنجيل متى فإن القديس جيروم لم يكن يتعرض لمشكلة نصية بقدر ما كان يتعرض لمن يفسر سلبيات وآثار تلك المشكلة النصية ... ونعنى هنا الهراطقة وتحديداً Porphyry.
ففى نهايات القرن الثالث كتب الأخير  15 كتاباً بعنوان ضد المسيحية لم يتبق منها شيئاً إلا من خلال إقتباسات بعض الآباء كيوسابيوس وغيره وذلك نظراً لإدانه الكنيسة لتلك الكتابات وتقرر حرق كل نسخها عام 448م. 
إقتباس مرقس 1-2 كان من ضمن الفقرات التى أشار اليها Porphyry للدلالة على ان كتبة الإنجيلين أناس غير ذى معرفة وغير مؤهلين.
من هنا كان سؤال وجواب القديس جيروم للمدعو "المفترض الجاهل" والمقصود به Porphyry

القديس جيروم فى تعرضه عموماً للرد على تلك القضايا كان من خلال أمرين:
1- الأول هو حل تبسيط القضية من خلال إتهام النساخ وطرح بعض البيانات الكاذبة والغير قابلة للتحقيق فى الوقت الحالى
هذا الحل السحرى عند البعض هو ما أقر حقيقة وقوعه القديس اغسطينوس (The Harmony of the Gospels, Book III, Chap 7) عند تعرضه لقضية إقتباس متى 27-9 ، عندما اشار الى ان البعض قد يتخذ وسيلة الزعم الكاذب بعدم وجود القراءة فى جميع المخطوطات او وجود قراءة أخرى ببعض المخطوطات وتفسير ذلك بأنها الأجدر بالإتباع.
 القديس جيروم فعلياً كان ممن استخدموا هذا الاسلوب وذلك فى الرد على Porphyry حينما أعترض الاخير على مصداقية إنجيل متى من خلال قراءته لنص متى 13-35 على انه إقتباس من إشعياء، حينها فإن القديس جيروم لم يصحح القضية على انه خطأ النساخ فحسب وإنما أقر بأن القراءة الأصلية بالمخطوطات هى "إساف". الطريف فى الأمر هو ان قراءة "إساف" لا توجد اليوم فى اى مخطوط بالعالم كله ولا حتى الفولجاتا نفسها !!! فهل ضاعت القراءة الأصلية ؟!

2- الثانى وهو انه يتوجب علينا الا ننظر الى الكلمات فى ذاتها وإنما ننظر الى معانيها بغض النظر عن الكلمات المستخدمة.
ففى مناقشته لمشكلة إختلافات الفاظ وكلمات إقتباسات الإنجليين من العهد القديم أشار القديس جيروم الى ان القضية التى عنى بها الإنجليين كانت:
(( إعطاء المعنى بدلا من الكلمات وإنهم لم يعطوا إهتماماً كبيراً لترتيب الكلمات ولا التعبيرات طالما كان بمقدورهم تبسيط الموضوع للفهم ))

فسواء أكانت القراءة "إشعياء" او حتى "التكوين" فالغاية ليست اللفظ بقدر ماهو مضمون الموضوع ... هذا النظرة بسطها العالم "كريج إيفانز" قائلاً:
Patristic Interpretation of Mark 2:26 - Craig a. Evans p185
(( يؤمن جيروم بأن إحساس الكتابات المقدسة دائماً صحيح، حتى ولو كانت الكلمات فعلياً فى ذاتها غير صحيحة او غامضه او فى بعض الأحيان غير دقيقه ))

هذا التبسيط يمكننا تأكيده من خلال مقوله القديس جيروم فى تعليقه على رسالة غلاطية قائلاً:
(( عندما نتعامل تقريباً مع كافة الإقتباسات من العهد القديم فإنه يجب ان نضع صوب أعيننا ان كتبة الأناجيل والرسل وضعوا العهد القديم فى الذاكرة وأنهم فى كثير من الأحيان حرفوا ترتيب كلمات الفقرة المقتبسة عندما يشرحون معناها وأنهم ببعض الأحيان يضيفون او يحذفون كلمات. ))


خلاصة التدوينة:
ما أريد قوله هو ان نظرية "الأمانة" فى النقل على حساب صحة المنقول لم تكن القضية المحركة للقديس جيروم بل ان القضية برمتها تتمثل فى كيفية مواجهة الإتهامات من قبل الهراطقة لفقرات لا يمكن تفسيرها الا فى ضوء طعنهم ذاته .... او لنقل بشكل اوضح تحريك الأساليب السحرية فى مواجهة تلك المطاعن .... فلا هو أشار الى مخطوطات تحوى قراءة "الأنبياء" ولا هو اشار حتى الى كيفية معرفته بأن "إشعياء" فى الأصل خطأ من النساخ.

فضلا عن ان تلك النظرية الطريفة تفتح الباب على مصرعيه للدلالة على ان الأباء ربما كانت لديهم المعرفة الحقيقية بعدم صحة النصوص الذى بين أيديهم ومع ذلك كانوا يتعاملون معها على انه نصوص صحيحة.
وهو الأمر الذى يذكرنى بقضية القديس يوحنا الكاسيان والذى يرى ان قراءة "باطلاً" بمتى 5-22 هى قراءة زائدة - غير صحيحة - أضافها من لا يرى ان الإدانة فقط لمجرد الغضب ورغم ذلك فهو يرى ان من الأفضل اخذها كما هى لوجودها فى كافة المخطوطات القديمة وبعض المخطوطات الحديثة.
فهل كان حكم القديس يوحنا بعدم جدوى تلك القراءة مبنياً على التقليد المخطوطى لا أرى ذلك ولا يوجد ما يجربنا على ذلك مثله فى ذلك مثل القديس جيروم والذى بنى قراره على إقتباس يوسابيوس القيصري المبنى اصلاً على المجهول وليس على التقليد المخطوطى.
 وإذا كان هذا هو حال الآباء فما هو بالنا بحال النساخ ممن لا نعرف عنهم ولا عن أفكارهم شيئاً.

ملاحظة على الهامش:

نص الفولجاتا اليوم هو خلاصة تدخلات نسخية من اللاتينية القديمة واليونانية بشكل أصبح من المتعذر معه الوصول الى النص النقى للفولجاتا الأصلية.
بروس متزجر و إيرمان بارت : نص العهد الجديد - إنتقاله ، فساده ، إستعادته ص106

وعجبى .... !